سامي النصف

الإصلاح هو الحصانة الوحيدة ضد الحكومة الشعبية

  لم يقف أحد ضد مشاريع الأحزاب والدائرة الواحدة الرامية للوصول إلى الحكومة البرلمانية الشعبية كما وقفنا عبر الأقوال والمقال لسنوات طوال وآخرها ضمن برنامج «مواجهة» الجمعة الماضي في قناة الوطن، ونقول ان كل عمليات اصلاح متأخرة وكل بطء في محاربة الفساد يعملان كمعول هدم في جدار الحكومات التقليدية المتعاقبة ويدفعان للإسراع بمشروع الحكومة الشعبية، وعليه فقد أتى حكم «الداو» ليعطي الحكومة القائمة الفرصة الذهبية لمشروع الاصلاح الذي طال انتظاره والذي سيجعل الشعب الكويتي يصطف خلف حكومته ويصبح حصنها الحصين ضد الاستجوابات والأزمات والأجندات الداخلية منها والخارجية.

***

إن معطيات الحياة المرفهة بالكويت تدفع «منطقيا» لوقوف الناس خلف حكومتها الانسانية وغير القمعية، الا ان حقائق الحياة نفسها تظهر ان جزء من الشعب مازال يتأثر بأطروحات هذا السياسي او ذاك ويمتثل لأوامره وغوغائيته وأكاذيبه نكاية بالحكومة التي لو حرصت عبر عمليات الاصلاح ومحاربة الفساد لكسب الأكثرية الشعبية بدلا من التركيز على الأكثرية النيابية التي بدأت تفقدها، لتحقق لها أمران أولهما عاجل وهو ان الناس ستنتقد في الدواوين والمنتديات من سيعرقل أعمال الحكومة بالأزمات والاستجوابات متى ما رأت أفعالا لا أقوالا تظهر رغبة حقيقية في الاصلاح والتغيير، الثاني آجل، حيث سيصوت الناس في اي انتخابات قادمة مع المرشحين الحكماء والعقلاء القريبين بالتبعية من الحكومة الاصلاحية ويبعدون ويسقطون المؤججين والمحرضين ضدها.

***

أولى خطوات الاصلاح الحقيقي التي سيلحظها سريعا مجتمعنا الكويتي الصغير، هي القيام بعمليات تطهير واسعة تشمل القيادات الفاسدة المزمنة في الوزارات والمؤسسات والشركات الحكومية وحتى تشارك فيها الحكومة جزئيا كحال شركة الخليج للاستثمار، ففي الإبعاد كسب لقلوب وعقول وأفئدة الشعب الكويتي الذي كلّ وملّ وهو يرى الفساد ولا يرى اصلاحا بالمقابل رغم كل الأقاويل، ولا عجب ان يصوّت الناخبون لأكثر المرشحين علوا بالصوت ضد الحكومة، ولو غيّرت الحكومة خارطة طريقها لغيّر الناخبون خارطة طريق تصويتهم بالتبعية.

***

إن تحقيق الاصلاح وإنهاء خدمات المتجاوزين عن طريق تشريعات تصدرها الكتل في مجلس الأمة سيعني انقياد الناس لتلك الكتل دون ان يلومهم احد، وانصرافهم عن الحكومة القائمة ودعمهم لمشروع حكومة شعبية يشكلها المجلس (ظاهرها رحمة وباطنها عذاب)، اما اذا وصلت الحكومة الى النتيجة الإصلاحية نفسها عبر خطوات تقوم بها طواعية فسيعطي الناس ثقتهم كاملة بالحكومة ورئيسها فلماذا لا تصدر الحكومة قرارات تطهير واصلاح «عاجلة» تلقى الرضا والإعجاب من الجميع؟!

***

آخر محطة:

(1) للمعلومة: أكثر ما يضايق المواطنين ويثير حنقهم على الحكومات المتعاقبة هو البيروقراطية وعدم الانجاز الحكومي الذي يمكن علاجه والقضاء عليه لو طلب من الوزراء والوكلاء النزول نصف ساعة اسبوعيا لأدوار المراجعين في وزاراتهم لمعرفة أسباب الشكوى وعلاجها وتوازيا مع الاستعانة بالأنظمة الإدارية الموجودة لدى الدول الخليجية الشقيقة التي استفادت من أنظمتنا في الماضي وليس عيبا ان نستفيد من أنظمتهم في الحاضر.

(2) للمعلومة: نمى الى علمنا ان احدى الشركات التي تساهم فيها الكويت ودول خليجية أخرى يتسلم مسؤولها «المزمن» راتبين معا أولهما كرئيس تنفيذي والثاني كمدير عام، وسبب السكوت عنه رغم الخسائر المليارية التي منيت بها الشركة التي يديرها «كفو» هو «تضبيطه» لأعضاء مجلس الإدارة وتشغيل أبنائهم و«تطفيشه» بالمقابل للشباب الكويتي، ولنا عودة للموضوع.

(3) بودنا أن يبقى د.نايف الحجرف وزيرا للمالية بالأصالة بحكم تخصصه وكفاءته، وان يتم تعيين سيدة وزيرة للتربية والتعليم العالي.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *