نبدأ بمحاولة للفهم.. نذكر جميعا شرطهم على الشيخ ناصر المحمد بأن «يبعده» عن العمل الوزاري بعد ان قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر، هذه الأيام هناك تحالف يعلم به الجميع بينهم اي من يدعون الحفاظ على المال العام ومن طالبوا بإبعاده حيث يتسلمون الملايين منه في الخفاء خدمة لذلك التحالف الذي تظهره صور في الشوارع يراها الأعمى ومن لم يفقد عقله أو بصيرته.
***
ذلك التحالف لا نمانعه على الإطلاق بشرط ان يسحبوا بالعلن شتائمهم واتهاماتهم الظالمة بحق حليفهم وان يعلنوا ذلك التحالف دون وجل حتى لا يصبح كالعلاقات المحرمة التي يخجل منها أحد أطرافها مما يسهل عليه لاحقا الانقلاب عليها والتنصل منها والعودة لمخطط التأزيم وكيل الاتهامات والشتائم للحليف الجديد خاصة ان خارطة طريق أحد أطراف تلك العلاقة المحرمة تمر عبر تدمير الكويت وتدمير أسرتها الحاكمة (جميعها دون استثناء) عبر اللعب على تناقضاتهم وتأجيج خلافاتهم وضرب وحدتهم والإساءة لهيبتهم وصولا لتقويض حكمهم، فلم تتساقط الممالك في التاريخ إلا عبر ذلك الطريق.. المضمون النتائج.
***
ويروي لنا تاريخ الأندلس الحزين انه في الوقت الذي توحدت فيه ممالك الشمال عبر زواج فرناندو ملك مملكة أراجون من ايزابيلا ملكة قشتالة اللذين أقسما ألا يعقد عرسهما إلا في الحمراء قصر الرئاسة في غرناطة، كان الشقاق والاختلاف على أشده بين أمير غرناطة أبي عبدالله الصغير وعمه أمير مالقة حتى انتصر في النهاية ابن الأخ وأرغم عمه أبا عبدالله بن محمد على مغادرة البلاد بحرا الى تونس ثم التفت ليجد نفسه ـ يا لعجبه ـ وحيدا أمام أعدائه بعد ان أبعد من كان يفترض ان يكون حليفه والقادر على حفظ ملكه، انتهت تلك المأساة المتكررة والتي تؤدي دائما لسقوط الممالك بالمقولة الخالدة لوالدة عبدالله بن الأحمر عائشة الحرة لابنها الشاب الملقب بالصغير «ابك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال» وكم في التاريخ من عظات وعبر!
***
إن قصة عبدالله بن الأحمر تتمثل بألف شكل وشكل هذه الأيام حيث نجد ان كثيرا من الناخبين وليس فقط المسؤولين لا يتعظون ولا يتعلمون من دروس التاريخ القديم والحديث، حيث يصرون على انتخاب من يسعون لتدمير البلاد والإضرار بالعباد عبر مشاريع التأزيم والفوضى والخروج للشوارع والدفع بمشروع الربيع الكويتي المستتر والمستمر، ولنا في ختام المقال صرخة من القلب لناخبينا: اخرجوا فرادى وجماعات يوم 2/2 وصوتوا لمن لا شبهة عليهم من العقلاء والأمناء والحكماء من أبناء الكويت وابتعدوا كل البعد عن أصحاب الأجندات الخفية مدفوعة الأثمان متقلبي التوجهات، فقد قاربوا على الوصول لنهاية مخططهم ولم يبق إلا القليل الذي سيستكملونه حال فوزهم ـ لا سمح الله ـ في الانتخابات القادمة.
***
آخر محطة: أعلم علم اليقين انهم لا يدعمون شيئا إلا وبه خراب آجل أو عاجل للكويت وأهلها ولا يصدرون أو يقترحون تشريعا إلا وبه إيذاء لها ومن ثم فتأييدهم لخطة التنمية بشكلها الحالي هو لمعرفتهم انها خطة سياسية لا اقتصادية ستتسبب بأفدح الضرر للكويت كونها قائمة على الإرضاء السياسي دون مردود مالي حقيقي، الخطة التي يفترض انها تقدم بدائل عن النفط تقوم بالمطلق على الدعم المتزايد من الدولة حيث لا مصانع ولا مزارع ولا مشاريع منتجة بها بل شوارع ومستشفيات وجسور وأبنية ومشاريع لا تعود على الدولة بفلس أحمر، مستعد أن أكسر قلمي وأعتزل الكتابة لو وجدنا خطة قريبة منها في الدول القريبة او البعيدة، فهل كل هؤلاء أغبياء ونحن الأذكياء فقط؟! لست أدري!