لنبدأ بالمسلمات وهي ان سوء اختيارنا كناخبين للمرشحين هو الذي أوصل لقبة البرلمان الطاهرة ظاهرتي «القبيضة» و«الشبيحة» وغير الأكفاء والمأجورين والمتربصين ممن أحالوا العمل العام الى جحيم وتسببوا كل بطريقته في التخلف الشديد الذي نعيشه مقارنة بالجيران ممن لا يعانون من نفس الصراعات والأزمات التي تعيق التنمية و«تطفش» المواطنين والمقيمين قبل السائحين والمستثمرين.
***
خطأ الاختيار تسبب في جانب منه، وبسبب الأزمات التي تولدت عنه كذلك في عمليات الحل الدستوري وغير الدستوري والتزوير وشراء الأصوات.. إلخ، فلكل فعل كما هو معروف رد فعل، فمن يهدد ويتوعد حكومات لم تنشأ بعد ويفترض سوء النوايا بشكل مسبق في العلاقة بين السلطتين هو من يدفع الطرف الآخر في كل مرة للتدخل في الانتخابات والعمل على شراء الأصوات وخلق ظاهرة القبيضة.. إلخ، وجميعها أعراض لتلك الأمراض لذا لنحصن جسد الوطن من الأوبئة عبر بداية واعدة لـ«كويت جديدة».
***
ان انتخابات فبراير 2012 هي الأخطر في تاريخ الكويت نظرا لحجم التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الداخلية والمحيطة التي سنواجهها، فإما فترة هدوء وتعمير أو عودة لحقبة أزمات وتدمير وتحركات شعبية تتسبب في توقف حراك التنمية وضياع بوصلة ولربما.. غرق السفينة!
والاختيار بيدنا لا بيد غيرنا لذا فلنحكم العقول والضمائر ومستقبل الأبناء، لا العواطف والعصبيات والحسابات والمصالح الشخصية.
***
إن تغيير المسار يحتاج إلى تغيير الاختيار فـ«لا» كبيرة للمرتشين والقبيضة و«لا» مماثلة للمؤزمين والشبيحة، فبقاء الكويت في المرحلة الخطيرة المقبلة يتطلب ناخبا كويتيا ذا فكر جديد لا يفرق بين معارض وموال، إسلامي وليبرالي، حضري وقبلي، سني وشيعي، رجل وامرأة، بل يهمه فقط مصلحة الوطن أولا ومصلحة الوطن اخيرا وهو ما سيحدث إن شاء الله في الانتخابات المقبلة، فالرهان على الوعي العام وذكاء الكويتيين ستعكسه نتائج انتخابات فبراير 2012 والتي ستتزامن مع احتفالية مرور نصف قرن على صدور الدستور.
***
آخر محطة: نفهم تماما ان نحتفل بالأيام الخالدة التي جمعتنا ووحدتنا كحال ملحمة المقاومة في بيت القرين الذي سالت فيه دماء الشهداء دفاعا عن وطنهم، اما العودة هذه الأيام للأحداث المؤسفة لديوان آل الحربش الكرام قبل عام وما جرى حولها من شقاق وافتراق فأمر لا حكمة فيه.