الكويت ام البدع، ومن ذلك ما نلحظه هذه الايام من ظاهرة فريدة للغاية وهي محاربة الفساد من قبل كبار الفاسدين والراعين الحقيقيين والتاريخيين للفساد التشريعي، فكل العداء هو لفساد الآخر دون التعهد بمحاربة فساد الذات الذي غطى البر والبحر وردْع النفس الامارة بالسوء، ان ملة الفساد واحدة ولا فارق لدى الشعب الكويتي بين فساد موالاة وفساد معارضة.
من يقل ان الدستور والديموقراطية هما الضمان الحقيقي ضد الفساد فهو مخطئ حتى النخاع ويتسبب دون قصد في استمراره، وله ان يفسر لنا سبب تصدر قطر والامارات وعمان وسنغافورة مؤشرات النزاهة والشفافية على المستويين العربي والدولي رغم انها دول لا دستور ولا ديموقراطية فيها وان كان لديها عمليات رفاه وتعامل انساني وتنمية تسابق سرعة الضوء، كما تشتهر بالعدالة والحريات الشخصية وتكافؤ الفرص وعمليات النظام والانضباط الشديد التي تجعل زائرها يبهر ويسحر حيث لا نواب ولا واسطات مخربة هناك كحال بعض الدول الديموقراطية مثل لبنان والكويت.
وأكثر دول العالم فسادا هي العراق والسودان والصومال، وايران ليست بعيدة عنها، والاربع دول بها ديموقراطية وحريات اعلامية ويحكمها «التيار الاسلامي» بأشكاله المختلفة من تيارات سنية وشيعية، والذي يعتقد البسطاء والسذج انه المحارب الاول للفساد والظلم والرشاوى والسرقات، الا ان التجربة المعيشة تثبت بالمطلق انه على العكس من ذلك فأكثر دول العالم تقدما وعدالة ونزاهة وقوة واحتراما لحقوق الانسان هي الدول العلمانية والليبرالية لا الدول الدينية.
أخيرا دول مجلس التعاون ست منها ثلاث تقع في شمال الخليج هي السعودية والكويت والبحرين وثلاث في جنوب الخليج هي قطر والامارات وعمان، وواضح ان هناك من يستهدف دول شمال الخليج بالتهديدات والمؤامرات والمطامع بينما تنعم دول الجنوب بالأمن النسبي «المؤقت»، لذا فعلى دول الشمال الخليجي الدفع بمشاريع الأمن المشترك والاستعجال به قبل فوات الاوان حيث انها المستهدفة بالمخاطر الجمة هذه الايام.
آخر محطة:
1 – التهنئة القلبية للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا بمناسبة اعيادها الوطنية، وللعزيز د.عبدالعزيز الفايز سفير خادم الحرمين الشريفين في الكويت، مبروك وعقبال ألف عام.
2 – «حوبة الكويت» تتحرك وتصيب من انكر على شعبنا عام 90 الاستعانة بقوى التحالف الدولي، فهذه الايام يطالب الفلسطينيون والسوريون والليبيون واليمنيون بمثل ذلك التدخل الذي انكروه علينا ونقول عن تجربة: لقد عشنا 20 عاما مع تواجد القوى الأميركية والدولية على ارضنا فلم نر منها الا كل خير، فقد ارتفع خلالها سعر النفط من 10 دولارات الى مائة، بينما لم نر خلال 6 اشهر من تواجد قوى الجار على ارضنا الا الخراب والقتل والدمار فالاستعمار العربي لا الغربي هو الاسوأ على الاطلاق.