سامي النصف

أراضي العرب قصعة الأمم

إبان هوجة الخمسينيات والستينيات أساءت أنظمة العسكرتاريا العربية للدول المجاورة والشقيقة كإيران وتركيا والحبشة وباكستان وحتى اسرائيل واستخدمت التاريخ بشكل خاطئ لافتعال المشاكل معها كما حاربت حلف بغداد الذي ضم اغلب الدول الاسلامية في المنطقة وكان سيمنع الحروب والهزائم والاحتلالات التي تعرضت لها الاراضي العربية في وقت لاحق.

 

أعلن العميد محمد حسن نامي رئيس المؤسسة الجغرافية العسكرية الايرانية قبل ايام ان مساحة بلاده قد زادت بمقدار 220 الف كم2 اي من مليون و650 الف كم2 الى مليون و870 الف كم2، ولا يعرف عن الجارة العزيزة ايران قيامها بتبليط البحر كحال هولندا لذا نرجو من بعض الاحزاب والنواب في العراق الشقيق وخاصة من يرى القشة في عين الكويت ولا يرى الخشبة في عين جيرانهم الآخرين ان يشرحوا لشعبهم ـ لا شعبنا ـ من اين اتت تلك المساحة الاضافية ومعها ماذا حدث لمياه شط العرب العراقية العذبة الأفضل مذاقا وفائدة من مياه خور عبدالله المالحة؟ العراق الشقيق بأرضه ومياهه بات جائزة لاحدى دول المنطقة التي مازالت انظارها مسلطة على الضفة الغربية للخليج الفارسي ـ العربي، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

مع زيادة كميات القتل والقمع والإبادة في محافظات ومدن وارياف الشمال السوري كحمص وحماة وحلب وادلب وجسر الشغور وغيرها والتي يصورها ويبثها للعلن ـ ياللعجب ـ من يقوم بها، وفي ظل وجود حكومة اسلامية ـ لاطورانية ـ في انقرة بات الطريق ممهدا، طال الزمن او قصر، لقبول سكان تلك المناطق ذات الاكثرية الاسلامية السنية لعمليات تدخل وضم للجارة العزيزة تركيا التي تنبأ المفكر الاميركي الشهير د.جورج فريدمان في كتابه «المائة سنة القادمة» بأن تمتد حدودها لتشمل كثيرا من الدول العربية الحالية وأولاها سورية قبيل منتصف القرن الحالي ضمن إعادة رسم خرائط المنطقة وخلق امبراطوريات جديدة تتصارع على ارض العرب.

 

في العزيزة مصر تتعالى اصوات «المخلصين» الداعين لإرسال قوات عسكرية لشبه جزيرة سيناء مما يلغي كأمر واقع اتفاقية السلام الموقعة في كامب ديفيد ويمهد لحرب سريعة، تضم اسرائيل بعدها ما تعتبره ارضها التاريخية، والثالثة كما يقال ثابتة، اما الجارة العزيزة الحبشة فقد تكتفي بالتوسع على حساب المياه لا الاراضي مما سيجعل اغلب ما تبقى من اراضي السودان ومصر صحارى لا قيمة لها.. الربيع العربي لن يبقى ربيعا دائما بل سيتلوه صيف حارق وبعده خريف مدمر لأمة لم تحسن التعامل مع جيرانها فحولتهم بسبب الغوغاء من أشقاء واصدقاء الى اعداء!

 

آخر محطة:

بعد انفصال الجنوب السوداني بات الطريق مفتوحا لانفصال بقية الاطراف وتحول السودان الى يوغسلافيا جديدة.. ألا ليت الاستعمار الذي ضم السودان بأكمله لمصر يعود يوما فنخبره بما فعل البشير والنميري، وقبلهما.. عبدالناصر.. بسلة الغذاء العربي!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *