يقوم بعض الإعلام المصري المخادع بإشغال الشعب المصري بتوافه الأمور، مخفيا عنهم حقائق ما يجري من تحديات خطيرة غير مسبوقة في تاريخ مصر، وإشكالية المستقبل المظلم مادام الجميع مشغولين بقضايا الماضي وسيادة منهاجية الانتقام التي لم يقم بمثلها المنتقم الأكبر جمال عبدالناصر الذي ترك الملك فاروق يبحر بعيدا عن مصر رغم عدم وجود ضغوط عليه من الدول الأخرى (قتله فيما بعد بالسم على يد رجل المخابرات إبراهيم بغدادي).
يبلغ الرئيس السابق مبارك 84 عاما ولم يبق له الكثير من العمر كي يلاقي ربه، وواضح ان دول الخليج التي تملك الثروات والاستثمارات والسائحين والتي هي الأمل الوحيد لمصر بعد ان هجرها المستثمرون والسائحون الأجانب، لا يرضيها ما يفعله المنتقمون الجدد به وبعائلته ويطرحون تساؤلا محقا وهو: إذا كانت «القروش» التي في حسابات ابني صديق دول الخليج الرئيس محمد حسني وهما رجلا أعمال وزوجتاهما من عائلات تجارية كبرى، تستحق كل هذه الضجة والمحاسبة، فلماذا الصمت المطبق عن «مليارات» أبناء عدو دول الخليج الأول الصحافي محمد حسنين هيكل؟! أي هل أموال الأولين ملك لمصر ومليارات الآخرين ملك خاص بهم رغم انهم صنعوها من شراء مصانع القطاع العام المملوكة للشعب المصري بالملاليم وباعوها لدول الخليج بالملايين؟!
وكتب الزميل المبدع سليمان جودة رئيس تحرير جريدة الوفد ومقدم برنامج الخط الأحمر في قناة دريم، مقالا امس في جريدة المصري اليوم ذكر فيه ان حركة «التكفير والهجرة» التي قامت في مصر بعد ثورة مايو 1971 تحولت إلى حركة «التفكير بالهجرة» بعد ثورة يناير 2011 وأعاد لقرائه ما قلته له إبان لقائنا قبل ايام من ان تسامح ثورات دول أوروبا الشرقية ضد طغاتهم الذين هم اسوأ من مبارك بمئات المرات، جعل صالات «الوصول» في مطاراتهم تمتلئ بالمستثمرين والسائحين بينما امتلأت صالات المغادرين في مطارات مصر بالسائحين والمستثمرين المرعوبين من روح الانتقام السائدة، حيث أصبحت كل كذبة يدعيها موظف مهمل او متجاوز ضد مسؤول أو رجل أعمال وسيلة ومبررا لتدميره وإيداعه السجون والتشهير به في وسائل الإعلام، الزميل جودة للعلم من العقول الحكيمة والنيرة في مصر.
إن مشروع تدمير مصر العزيزة سيكتمل إذا ما تولى الحكم فيها كلمنجي وسياسي مراوغ كحال السيد عمرو موسى الذي دمر الجامعة العربية وأضاع العراق قبل ذلك، وتعميرها سيبدأ حال انتخاب رجل عملي وذكي وكفء كحال اللواء احمد شفيق الذي حول مصر للطيران من اسوأ شركة في المنطقة الى افضلها (امر اعرفه بحكم الاختصاص) كما غيّر مطارات مصر من مبانٍ خربة تمتلئ بالقطط والفئران الى أجمل مطارات القارة الأفريقية قاطبة، المؤسف ان كرسي رئاسة مصر يتجه سريعا الى المراوغ موسى الذي سيبرر كل اخفاقاته القادمة بالكلام المدغدغ، وبعيدا عن رجل بطول قامة وكفاءة اللواء احمد شفيق الذي لا يرضى عنه المراهقون والطائشون والمشبوهون من الكتاب الذين تمت اعادة تصديرهم لمصر كي يخربوها ويتركوها عائدين للمهجر بدلا من.. الجلوس على تلتها.
آخر محطة:
(1) في عشاء سفير الكويت بالقاهرة التقيت بلواء مصري فاضل عمل ملحقا عسكريا وزار الرئيس السابق مبارك مرات عديدة في بيته بمصر الجديدة وفي شرم الشيخ، وقد طرح تساؤلا محقا وهو ان مبارك في اواخر عمره فلمن يخبئ المليارات المدعاة وهو يعيش في بيوت منزلي الخاص ـ اي اللواء ـ أكبر منها بثلاثة اضعاف؟! هل من إجابة؟.. لا اعتقد!
(2) في مقال قادم سنتحدث عن محادثة صدام الاخيرة للزميل حسن علوي ومحادثة حسن علوي لي حول تلك المكالمة التي تتزامن مع عيد ميلاد الرئيس والتي اكد علوي على انها غير مدبلجة أو مصطنعة بل تمت في وجود 6 اشخاص ذكرهم بالاسم.