وصلت الى مطار القاهرة وقد لاحظت ان قلة السائحين قد تسببت في وفرة المهللين من رافعي الشعار الشهير «السائح العبيط اهوه» فقد تناوب 8 اشخاص بالتمام والكمال على حمل شنطتي اليتيمة الخفيفة التي لم اطلب من احد حملها، بل خُطفت خطفاً من يدي، وقد التقطت صورة طريفة لأربعة رجال طوال ملتفين حول السيارة وأربعة آخرين ملتمين حول الشنطة احدهم يرفعها من الارض الى ارتفاع 10سم، والثاني من 10 الى 20 وهكذا حتى تستقر الشنطة المدللة في العربية، ارجو عودة السائحين والمغتربين سريعا كي يتوزع حمل السياحة على القبائل ولا ينفرد به شخص واحد.
ركبت الليموزين وقد اعتقد البعض بسبب الزحام الشديد حولي انني المبعوث الدولي القادم بالمليارات المسروقة، تحركت السيارة وسألت السائق كعادة كل اعلامي عن الاحوال فأجاب الحمد لله نعمة فلم يعد شرطي المطار يأخذ مني 5 جنيهات عمولة، قلت لقد حُلت مشكلتك وبدأت في الوقت ذاته.. مشكلة شرطي المطار!
الزميل د.مأمون فندي كتب قبل مدة مقالا رائعا كعادته قال فيه: ان ما حدث في مصر اشبه بمن استبدل سائق سيارة تاكسي عطلانة ومهلهلة ثم اعتقد ان ذلك الاستبدال السهل سيحل المشكلة في وقت يحتاج الامر فيه لأعمال واصلاحات مضنية وجادة في السيارة ذاتها (مصر) كي تبدأ بالعمل وتوفير الموارد المالية التي توفر الحياة الكريمة لاصحابها، ولا يُكتفى باستبدال السواق في كل مرة والذي ثبت انه لا يحل شيئا.
رحب رجل الدين المصري المعروف محمد حسان بالسياحة الاجنبية والعربية الا انه اصر على التحول بمصر للدولة الدينية ومنع المسارح والسينمات والمايوهات والمشروبات الروحية على الاجانب والاقباط وليس على المسلمين فقط (خووش تسامح وخووش سياحة)، الغريب ان الاخوان الذين كانوا قبل الثورة يتحدثون عن التسامح والاقتداء بالمثال التركي، قرروا بالامس في اجتماع حاشد عقدوه في امبابة تحدث فيه د.محمود عزت نائب المرشد العام وم.سعد الحسيني عن السعي لاقامة دولة دينية وتطبيق «الحدود» ورفض الدولة المدنية ما يبشر حال حدوثه، لا سمح الله، بانضمام مصر مستقبلا للخراب القائم في افغانستان وايران والسودان تحت مسمى مصرستان او خرابستان أو بؤسستان ومن ثم تحويل حالة مصر الطلابية القائمة الى مصر الطلبانية القادمة.
أصطحب بشكل دائم الاصدقاء الى المطاعم القائمة على بحيرات «السليمانية» ذلك المنتجع المليء بالناس وملاعب الغولف، ذهبت بالامس بصحبة مدير كونا في القاهرة محمد البحر الى السليمانية فإذا بالمطاعم قد اغلقت والاعمال والمكاتب قد توقفت بسبب القضايا التي رفعت على صاحب المشروع وعلى المئات من اصحاب المشاريع الكبرى ممن جل ذنبهم انهم حولوا الصحاري الصفراء الى جنات خضراء استقطبت ملايين المصريين والسائحين عبر استثمار اموالهم في بلدهم لا خارجها، وفي مشاريع لا يستطيع احد ان يأخذها معه عبر المطار أو يودعها في بنوك سويسرا.. وعجبي!
اصدر المدعي العام المصري قرارا بمنع السفر لرئيس الوزراء السابق عاطف عبيد ولرجل الاعمال الملياردير احمد محمد حسنين هيكل شقيق الملياردير الآخر حسن هيكل ابني الكاتب الثوري المعروف محمد حسنين هيكل الذي طالب عام 90 بتوزيع اموال الخليج على الفقراء العرب.
مجلة «ارابيان بيزنس» الاقتصادية المختصة نشرت قبل مدة قائمة بأسماء اغنى 50 مليارديرا عربيا ضمت اسماء الاخوين احمد وحسن هيكل أصحاب شركتي القلعة وهيرميس، فهل سيقوم والدهما بإثبات مصداقيته عبر توزيع جانب من ثروته الفاحشة وثروات ابنائه على ابناء قريته «البسوس» الذين شبعوا شتما فيه كونه لم يساعدهم ماليا قط، كما اتى في كتاب الباحث مرسي النويشي، ولم يقم بأعمال خير كالتي كان يقوم بها غريمه الفقير مصطفى امين؟!
اشارت بعض التقارير الى ان الاخوين هيكل كانا شريكين بالخفاء للأخوين مبارك وكانا يحصلان عن طريق نفوذ جمال مبارك تحديدا على شركات القطاع العام بالملاليم لبيعها للاجانب بالمليارات، ونفوذ هيكل سيجعلهما يخرجان من تلك التهم كخروج الشعرة من العجين والأيام بيننا..!
آخر محطة:
العزاء الحار لآل الخرافي وآل الرفاعي الكرام وللكويت قاطبة في وفاة الراحل الكبير ناصر محمد الخرافي.
للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا إليه راجعون»