هناك بديهية قائمة في العمل السياسي واي اعمال اخرى ملخصها ان استخدام الطريق نفسه سيؤدي قطعا الى النهاية نفسها، ولو استخدمنا الطريق نفسه الف مرة لانتهينا الى المكان نفسه الف مرة ولن يغير من الامر شيئا تغيير قائد المركبة، فأساس التغيير الصحيح هو تغيير النهج والابتعاد عن خارطة الطريق القديمة التي تثبت انها لا توصل للهدف المطلوب.
واللعبة السياسية حالها كحال اللعبة الرياضية لها قوانين وقواعد وخطط واعراف، ولا يمكن لطرف ان يفوز في مباريات البطولة السياسية ما لم يختر افضل اللاعبين لفريقه (من وزراء ووكلاء ومسؤولين) وألا يتردد في استبدال اللاعب غير المؤهل او غير المقتدر بدلا من الاصرار على بقائه في فريقه وتحمل الخسارة بسببه.
ومما يجب الحرص عليه كسب ود الجمهور، فمن الصعوبة بمكان ان تفوز بمباراة والجمهور الذي يعتبر اللاعب الـ 12 يقف ضد فريقك بقوة، خصوصا وقد بات مقبولا هذه الايام ان ينزل الجمهور الى الملعب ويفرض النتيجة التي يريدها على المباراة، لذا فهناك حاجة ماسة لتغيير النظرة السالبة السائدة لدى الجمهور تجاه الحكومات الكويتية المتعاقبة ـ وهي نظرة لها تداعيات خطرة ـ الى نظرة موجبة عامة، ان الاكثرية التي يجب ان تبحث عنها حكومة الغد هي اكثرية الشعب الكويتي وليست اكثرية نيابية سرابية متقلبة كتقلب الرياح الاربع، كالتي كانت تبحث عنها حكومة الأمس.
ان الناس ينتظرون ميلاد حكومة اذكياء اكفاء امناء، خاصة ان عامل وقت تشكيل الحكومة لم يعد ضاغطا هذه المرة، حكومة ناطقة صادقة بها ما لا يقل عن 10 وزراء ساسة محترفين لا يخشون في الحق لومة لائم، قادرين على مقارعة الحجة بالحجة، متواجدين على الفضائيات والصحف قبل وعند الازمات لشرح وجهة نظر الحكومة، فالديموقراطية تقوم في العالم اجمع ـ عدا الكويت ـ على مبدأ الرأي والرأي الآخر لا رأي واحدا لا يستمع لغيره.
آخر محطة:
1 ـ الخيار الخطأ للوزراء الذين هم مستودع عقول الحكومة يعني القراءة الخاطئة للاحداث ولتوجيهات الجمهور مما تنتج عنه قرارات خاطئة لم تعد كلفتها بالضرورة ازمة سياسية او خسارة مالية، فأحسنوا الاختيار وابعدوا المجاملة، فالامر جلل.
2 ـ هناك حاجة ماسة كذلك لتغيير قواعد اللعبة السياسية القائمة ومن ثم الانفتاح الكبير على قوى المعارضة للوصول الى ملفات متفق عليها تخفف الازمات وتحفظ حق الكويت وتعرض على الناس كي يلتزم الجميع بها.
3 ـ بودنا لو تمت محاسبة من افشل مشروع «العمل على تغيير النظرة السالبة السائدة في المجتمع الكويتي» الذي بدأ في عهد وزير الاعلام محمد السنعوسي وقتل في مهده بعد تركه لمنصبه، وقد اثبت ذلك المشروع انه سابق لعصره ومتنبئ بشكل جاد بالمتغيرات القائمة في المنطقة، ولو اخذ به لتم تفادي اغلب الازمات السابقة و.. اللاحقة!