لا يمكن خلق موقف كويتي شعبي عاقل مما يجري في البحرين الشقيقة دون النظر للحقائق العشر التالية:
ـ أسرة آل الخليفة الكرام هم وآل الصباح وآل الجلاهمة من اسسوا قبل 4 قرون الدولة الكويتية التي نستظل جميعا بظلها هذه الايام.
ـ هناك «توأمة» تاريخية معروفة بين الكويت والبحرين وعرى لا تنفصم قامت قبل عقود وقرون من انشاء مجلس التعاون الخليجي.
ـ هناك للاسف مطالبات «معلنة» ومتكررة من احدى دول المنطقة بضم البحرين وهو ما يشكل تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية ورغبة حقيقية في ضمها للحالة الديكتاتورية والابادية القائمة عندهم.
ـ البحرين ـ لا الدولة المطالبة بها ـ هي من احسن وفادة الكويتيين عام 1990 ومن ارسل قواته للمساهمة في تحريرها عام 1991 ثم للدفاع عنها عام 1994 ومرة اخرى عام 2003.
ـ والبحرين بلد صحراوي لا تزيد مساحته على 600 كلم2 لا ثروات طبيعية فيه كحال جيرانه، لذا لا يصح عقلا ومنطقا مقارنة احواله الاقتصادية مع احوال جيرانه ممن يعتبرون اغنى دول العالم بسبب تلك الثروات الطبيعية.
ـ البطالة والفقر موجودان للعلم حتى في اغنى دول العالم ممن يبيت اهلها على الارصفة وسط الامطار والثلوج ولن يحل شيء الاعتقاد بأن الفقر والبطالة سينتهيان حال التحول في البحرين من ملكية الى جمهورية، التجارب المعيشة تظهر ان الاحوال ستزداد سواء بمئات المرات.
ـ التعاطف مع فقراء البحرين شيعة وسنة كحال العمل الانساني الرائع الذي يقوم به العم الفاضل علي المتروك، والمطالبة بالاصلاحات السياسية والاقتصادية امر محق طالما بقي سلميا، فالعنف مرفوض قطعا سواء كان قتلا للمتظاهرين او لرجال الشرطة، والامران حدثا وتمتلئ بهما شاشات الـ«يوتيوب» والواجب رفضهما جميعا والتأكد من عدم تكرارهما.
ـ التظاهر في الدول المتقدمة لا يضر بوسائل الانتاج ويقتصر عادة على الحدائق العامة كالهايد بارك، وعليه لا يجوز للمتظاهرين في البحرين وغيرها احتلال او محاصرة مواقع الانتاج ومصادر الدخل كالموانئ والمراكز المالية، فأمر كهذا اشبه بقيام توجه سياسي كويتي بمنع انتاج وتصدير النفط كوسيلة لايصال المطالب السياسية، والامر مرفوض هنا ومرفوض هناك.
ـ واجب البحرين علينا ان نكفف دمع ابنائها الاحبة الشيعة قبل السنة وان نحرص على وحدتهم الوطنية، ورفع معاناتهم المعيشية، فالفتن الطائفية تضر بهم جميعا وبالاسلام المستهدف هذه الايام وتهدر موارد بلدهم فيما لا ينفع، فالحكمة الحكمة يا اهلنا في البحرين، فالمتربصون بكم كثر.
آخر محطة:
1 ـ ثوابت السنة وثوابت الشيعة هم في الحقيقة ثوابت الفتنة المدمرة، لذا فلا كبيرة لهم جميعا ونعم لثوابت الوطن الذي يجمع ولا يفرق.
2 ـ بينما يطلق الحكام الثوريون الذين وصلوا على انقاض الملكيات كالقذافي وصالح الرصاص وبكرم شديد على شعوبهم لقتلهم وابادتهم، يجزل حكام الخليج كحال الملك عبدالله بن عبدالعزيز العطايا على شعوبهم لمنحهم الحياة الكريمة المستحقة وكم فيما نرى من دروس وعبر خاصة للمطالبين بالجمهوريات «الوراثية»!