سامي النصف

الصدافي أكثر تدميراً من السونامي!

وصل صدام للحكم في انقلاب عسكري مشبوه عام 68، ووصل القذافي للحكم في انقلاب عسكري مشبوه عام 69، وكانت أول عاصمة اعترفت به هي بغداد، أباد وشرّد صدام من قاموا بالثورة معه وصفّاهم حتى من ترك له البلاد وكذلك القذافي، لصدام زوجتان والعديد من العشيقات وأشهرهن أوروبية بيضاء وكذلك القذافي، صدام يؤلف روايات وكذلك القذافي، لصدام ابن أقرع جاهل يحمل دكتوراه كاذبة ويربي الاسود في قصوره وكذلك القذافي، شن صدام الحرب على ايران فشن القذافي الحرب على تشاد، وصم صدام شعبه بأرذل الاسماء والصفات بعد ثورتهم عليه عام 91 (سلسلة مقالات جريدة القادسية ربيع 91) وكذلك القذافي بعد ثورة ربيع 2011، عادى صدام الكويت دون مبرر فأصابته حوبتها الشهيرة وكذلك القذافي، دمر وسرق ونهب صدام ثروات بلده وتسبب في إشعال نيران حرب أهلية فيه وكذلك القذافي.. التقيت القاضي الفاضل الذي حكم بالإعدام على صدام ومازلت في انتظار لقاء القاضي الذي سيحكم بالإعدام على القذافي أو.. صدافي (جمع اسمي صدام والقذافي).

في الثمانينيات وقف القذافي مع إيران ابان الحرب العراقية ـ الايرانية رغم تدثره الكاذب برداء القومية العربية لا حبا في ايران بل ليبقي النيران مشتعلة بين البلدين لأطول مدة ممكنة، وفي عام 90 رفض القذافي قرار الجامعة العربية بإدانة الغزو الصدامي للكويت (!) في عام 95 وفي لقاء للقذافي مع أساتذة وطلبة جامعة القاهرة صرح بأن الكويت بلد لا يستحق الحياة كونه لا يستطيع الدفاع عن نفسه وان على جيرانه اقتسام أرضه، وفي عام 2003 أرسل مرتزقته ولجانه الثورية لاحتلال السفارة الكويتية وتمزيق علم الكويت واستبداله بعلم صدام.. المعاملة بالمثل التي هي قمة العدل تقتضي استبدال علمه الأخضر المرفوع على مبنى سفارته بالكويت بعلم الحكم الديموقراطي الجديد في ليبيا.

حسبما أتى في صحيفة معاريف الاسرائيلية ولقاء القناة الثانية الاسرائيلية مع ابنة خال القذافي السيدة راحيل (77 سنة) وقبلهما كتاب المعارضة الليبية «من هم خوالك يا القذافي؟»، نكتشف أن والدة الرئيس الليبي هي السيدة اليهودية رزالا تمام، وان شقيقها مسعود تمام خال القذافي له 5 أبناء يعيشون في إسرائيل، نقول للسيدة راحيل ان انتماء ابن عمتها لليهودية لا يضره ولا يحسب على يهود ليبيا ممن ظلموا كثيرا وقتلوا صبرا في الاربعينيات والخمسينيات والستينيات دون ذنب ارتكبوه، ما نأخذه على ابن رزالا تمام ان اعماله هي بحق.. رذالة تمام!

خبير نفسي كويتي ظهر على إحدى الفضائيات وطلب منه المذيع أن يتنبأ، بحكم اختصاصه ودراسته لشخصية القذافي، بنهاية الطاغية، أجاب، لا فض فوه ومات حاسدوه، بأن نهاية القذافي ستكون إما بانتحاره أو قتله أو أسره أو هربه.. حاولت جاهدا أن أفكر في سيناريو خامس فلم أجد إلا.. أن يرفع كالسيد المسيح عليه السلام للسماء أو أن يموت.. بكظة كهرباء!

أصدر البابا بنديكتوس السادس عشر بيانا برأ فيه يهود اليوم من دم السيد المسيح عليه السلام، وهو أمر يتماشى مع العقل والمنطق والايمان الصحيح، فلا يمكن أن يلام الابناء والاحفاد على ما قام به أجداد الاجداد وإلا لجاز لنا أن نحمل دول الاتحاد الاوروبي الحالية ذنب جرائم الحملات الصليبية، ولهم أن يحملونا ما قامت به غزوات العثمانيين على الدول الاوروبية.. نرجو ألا يتحول اللوم في موت السيد المسيح عليه السلام بعد تلك التبرئة الواجبة، الى لوم العرب والمسلمين.. آخر الهنود الحمر!

آخر محطة:

(1) كشف تقريران منفصلان لقناة «العربية» أن زوجة القذافي السيدة عائشة فركاش البريعصي (لا يعلم صلة قرابتها بعزة الدوري)، كانت تعمل ممرضة عندما التقاها عام 71، كما أن آخر عشيقاته الأوكرانية غالينا كولتنوتسكيا تعمل ممرضة كذلك.. هل بقي من يشك بعد ذلك بالحالة الصحية والعقلية للعقيد.. صدافي؟!

(2) الحمد لله على سلامة الزميل العزيز فؤاد الهاشم،ومبروك عودته لقرائه ومحبيه و..عين ما صلت على النبي يا بوعبدالرحمن.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *