غادر الوفد الاعلامي الكويتي صباح أمس غزة الصامدة بعد أن التقينا قياداتها السياسية وعلى رأسها رئيس حكومتها المقالة د.إسماعيل هنية في لقاء ودي مطول استمر لثلاث ساعات نقل خلاله تحياته للكويت أميرا وحكومة وشعبا لدعمهم المتواصل للقضية الفلسطينية، وقال هنية إن التهديدات العسكرية للقطاع جدية، خاصة أن حرب الاستنزاف التي تشنها إسرائيل لم تتوقف مع توقف حرب الفرقان عام 2009، وأعلن أنه لا دولة فلسطينية مستقلة في غزة، كما أنه لا دولة فلسطينية مستقلة دون غزة.
وقدّر أبوالعبد كما يكنى الرئيس هنية دور الجمعيات الخيرية الكويتية في دعم صمود الشعب الفلسطيني عبر عشرات المشاريع التي تقوم بها في القطاع، وخص بالشكر الهيئة الاسلامية الخيرية العالمية وجمعية الرحمة العالمية بالكويت وجمعية إحياء التراث وجمعية الاصلاح الاجتماعي وجمعية الكتاب والسنة على المشاريع الاسكانية والتعليمية والصحية والمعيشية الضخمة التي تقوم بها في غزة.
وكان الوفد الاعلامي الكويتي قد شارك في افتتاح ووضع حجر الاساس لمئات الوحدات السكنية وزار مدرسة ابن عثيمين ومسجد موضي السلطان ومخابز الرحمة وجمعية الكتاب والسنة ومصنع مطاحن السلام ومزارع بيروحاء وحدائق ذات بهجة ومشاريع حفر الآبار ومزارع تربية الابقار، وتهدف جميع تلك المشاريع الخيرة للمساعدة في عملية الاكتفاء الذاتي للقطاع وتشغيل الايدي العاملة وتأهيل الصغار تعليميا وتقنيا لمواجهة تحديات المستقبل.
وقد يصعب على المراقب فهم المنطق الاسرائيلي فيما يحدث، فعمليات الحصار وتوالي العمليات العسكرية وإغلاق المعابر وتدمير مقومات العيش الكريم كالمسكن (الذي يبنى في 40 عاما ويدمر في 40 ثانية)، والمصنع وتجريف المزارع والطرق ومنع الصيادين من الصيد، يولد في النفس الحقد بدلا من الحب والحلم بالموت بدلا من عشق الحياة والرغبة في العيش بسلام مع الجيران.
وبعيدا عن السياسة، مساحة القطاع 360 كم2 أي نصف مساحة مملكة البحرين ويسكنه 1.5 مليون نسمة مما يعتبر «احصائيا» الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، ورغم أن الأخبار الواردة منه تنحصر في الأغلب في العمليات العسكرية، إلا أننا لم نلحظ ذلك الاكتظاظ السكاني في الشوارع والاسواق والاماكن العامة كالحال عند زيارة المدن العالمية المزدحمة، كذلك ففي القطاع أماكن أثرية وفنادق وشوارع وأسواق ومحلات تستحق الزيارة، وقد قمت والصديق العزيز المحب لعمل الخير د.عصام الفليج بزيارة البعض منها كالمسجد العمري الاثري، ولولا الحروب لكان للقطاع شأن كبير كونه يطل على البحر الابيض المتوسط، ويقع جغرافيا على خطوط التماس بين أفريقيا وآسيا.
آخر محطة:
سألت مراسل تلفزيون الكويت في العراق إن كان قد زار الكويت فأجاب بالنفي، وسألت مراسلة تلفزيون الكويت في غزة النشطة سعاد إمام (أم طلال) إن كانت زارت الكويت فأجابت بالنفي كذلك، نرجو مخلصين من قيادات وزارة الإعلام توجيه الدعوة لهذين المراسلين (وغيرهما) لزيارة البلد الذي يمثلونه إعلاميا كل يوم، وقد تكون مناسباتنا الوطنية هذا العام فرصة لتوجيه مثل تلك الدعوة، آملين أن نراهم قريبا في الكويت.