في عز فرحة شعوبنا بوصول الرئيس أوباما إلى سدة الحكم كتبت وذكرت ضمن عدة مقالات ولقاءات ان علينا العودة إلى الماضي لقراءة ما سيجري مستقبلا في المنطقة فالإدارة الأميركية الحالية «عرابها» الرئيسي هو من يمثل فكر اليسار الأميركي « زبنغيو بريجنسكي» مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس كارتر (1977 ـ 1981) الذي دعم عمليات إسقاط سلسلة من الأنظمة اليمينية وعلى رأسها نظام شاه إيران الذي رفضت عدة دول صديقة للولايات المتحدة استقبال الطائرة التي تقله قبل ان ينتهي به المطاف في مصر حيث دفن.
وتذكر صحيفة الديلي ميل البريطانية واسعة الانتشار وذات التوجه اليميني ان سقوط نظام الرئيس التونسي هو أول انعكاسات تسريبات وثائق الخارجية الأميركية (ويكيليكس) حيث تحدثت عن الفساد مما أثار حنق الشارع وحرك نقابات العمل.
ان على من استعجل وأبدى فرحه المسبق بما يجري في تونس ان ينتظر، فالتغيير الوحيد المسموح به في المنطقة هو من السيئ إلى الأسوأ، وسلسلة كتب بريجنسكي تتحدث عن الفوضى وتفكيك العديد من دول أوراسيا والشرق الأوسط وحدوث اضطرابات وحروب قد تستخدم فيها الأسلحة غير التقليدية و.. رب يوم بكيت فيه فلما صرت في غيره بكيت عليه.
ان استفتاء السودان التي أسميناها يوغوسلافيا الجديدة لن يتوقف عن خيار الدولتين بل سيمتد إلى طلب تقرير المصير لبقية أقاليم السودان وانتشار الفوضى والحروب فيه لتمتد بعد ذلك الى بقية دول منطقة الشرق الأوسط الملتهبة والتي ستستبدل الأمر الإلهي للشعوب والقبائل (لتعارفوا) بـ «لتعاركوا» ولا حول ولا قوة إلا بالله.
آخر محطة:
هناك ضرر مباشر على الكويتيين من تحول تونس العلمانية الليبرالية المستقرة سياسيا واقتصاديا الى حالة الفوضى العارمة لحقيقة وجود استثمارات كويتية عامة وخاصة في تونس تقارب الـ10 مليارات دولار.. واقبض من..!