يحاسب كثيرون، ونحن منهم، أنفسهم مع بداية كل عام ـ أو حتى كل 5 أعوام ـ كي يعرفوا اين اخطأوا في مواقفهم العامة فيتحاشوا تكرار الخطأ، واين اصابوا حتى يستمروا في مسار الصواب،، وضمن محاسبة هذه الأيام وجدت الآتي:
قلنا إبان تجمعات وحشود «نبيها خمس» ان تغيير الدوائر الانتخابية لن يحل الإشكال وان الأفضل البقاء عليها مع تفعيل القوانين، بينما ادعى بعض المخضرمين من النواب ان جنة الديموقراطية الموعودة قائمة تحت اقدام الدوائر الخمس، حدث ما حدث وعاد المروجون لذلك النظام يشتكون مر الشكوى من مخرجاته ويدعون ـ من تاني ـ لنظام الدائرة الواحدة المدمر للوحدة الوطنية ويخلقون الأزمات المتلاحقة التي انتهت بحل مجلس الدوائر الخمس مرات عدة وتجذر التخندقات الطائفية والقبلية والفئوية بشكل غير مسبوق ومعها تفشى شراء الأصوات والمال السياسي، ولم تشنف آذاننا كلمة اعتراف بالخطأ أو اعتذار من مخالفيهم في الرأي ممن اثبتت الأيام صحة ما قالوه.
وتباينا معهم ابان تقدمهم بمقترحات اطلاق الحريات الإعلامية دون ضوابط وقلنا ان ذلك الذي احرق لبنان الشقيق، وساروا على ذلك النهج ثم عادوا – ودون اعتذار او اعتراف بالخطأ – ليروجوا لمقولات وادعاءات ومسميات «الإعلام الفاسد» مادام لم يوافق هواه اهواءهم.
ثم اتجهوا لمؤسسات الدولة الرائدة كـ «الكويتية» التي كنا ضمن مجلس ادارتها الذي قرر تحديث أسطولها كي تتوسع اعمالها وتزدهر وتنافس شقيقاتها في الخليج والمنطقة العربية كحال الإماراتية والقطرية والاتحاد والعربية والمصرية والخليج واللبنانية والأردنية والتونسية.. الخ، وقرروا الغاء صفقة تحديث الطائرات والتوجه للخصخصة غير المدروسة فانتهى الحال بما يراه الجميع من وضع مؤسف لـ «الكويتية» عند مقارنتها بمؤسسات وشركات الطيران «الحكومية» الأخرى في المنطقة، ومرة أخرى لم نسمع كلمة اعتذار واحدة عن تدمير أقدم مؤسسة طيران في المنطقة عبر حرمانها من تجديد طائراتها وأساطيلها تحت رايات «الخصخصة» الكاذبة التي هم من أكبر اعدائها حتى انهم قاطعوا جلساتها.
هذه الأيام نختلف معهم كثيرا في فهمهم الخاطئ للدستور وممارساتهم غير السوية للديموقراطية ونعلم مرة أخرى اننا على حق وان اجتهاداتهم الحالية كحال اجتهاداتهم السابقة لا تؤدي إلا إلى الدمار وتخلف الكويت، ومؤسف حقا ما نقرؤه من كتابات فحواها رمي مخالفيهم في الرأي بكل الموبقات، وهو ما يدل على افتقارهم للحدود الدنيا من الفهم الديموقراطي الصحيح الذي يأتي في صلبه القبول بالرأي والرأي الآخر.
آخر محطة:
ارسلت مقال يوم الاثنين وفقرته المتضمنة اسماء رفاقنا الرائعين في سفرتنا الأخيرة للعراق، وقد تسببت زحمة العمل وربكته في نزول المقال ناقصا بعض الاسماء، فعذرا من الرفاق على الخطأ غير المقصود.