العزاء الحار لآل العبدالهادي الكرام في فقيدهم الكبير المرحوم عبدالله يوسف العبدالهادي رجل الخير والبر والإحسان ممن لا تعرف يمينه ما تنفقه شماله، فللفقيد الرحمة والمغفرة، ولأهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لم يكن الأمر يحتاج من العم الفاضل علي المتروك أو الصديق عماد بوخمسين الى بيان أو إيضاح حول موقفهما الوطني المعروف من الأحداث الجارية فحبهما لبلدهما لا يحوجهما لشهادة من أحد، والشمس لا يغطيها «منخال»، والعارف بالأمور لا يعرّف، وحفظ الله الكويت من كل مكروه.
لي صديق عزيز يدعى بوعزيز، جلست بالأمس أتحاور معه حول ما جرى في الفترة الأخيرة، وقد بادرني بالقول ان الأحداث أظهرت حاجتنا الشديدة للحكمة والحكماء في البلد، وكان تعليقي بالموافقة التامة على ما قاله، وان الحكمة التي لا غنى للأوطان عنها هي كالمعادن النفيسة من ذهب وألماس، تظهر وتتلألأ عندما تسخن الأجواء وتتأجج النيران.
واستطرد الصديق بالقول ان حزب الله في الكويت كان تجمعا صغيرا قد تكون الأحداث الماضية ساهمت في تكبيره وتضخيمه وخاصة بعض الكتابات و«المسجات» التي حاولت نسبة شيعة الكويت لهذا البلد أو ذاك مما تسبب في إثارة الرعب بين الصفوف وإعادة المخاوف، وكان تعليقي بأن الكويت لا تحاسب على مقال لسفيه أو حاقد أو على «مسج» لا يعرف مرسلها فوطنية وإخلاص شيعة الكويت أمر لا يشك فيه عاقل أبدا و«لا تتناطح عليه عنزتان».
ومما قاله الصديق اننا بتنا لا نعرف من يحق أو لا يحق تأبينه، وكان تعليقنا أنه لا توجد دولة في العالم تصدر قوائم بأسماء من يجوز أو لا يجوز تأبينهم، ولن تقوم الكويت قطعا بذلك لاستحالته حيث ان منع تأبين صدام على سبيل المثال قد يفتح المجال لتأبين عزة الدوري أو علي حسن المجيد بحجة أنه لا دلائل أو قرائن على سفكهما دماء الكويتيين كما ان اسميهما لم يأتيا في اللائحة.
ان القاعدة العامة هي ان كل تأبين مسموح به عدا تأبين من تدور عليه شبه سفك دماء الكويتيين أو من يتسبب تأبينه في انقسام البلد واشعال الفتنة فيه.
آخر محطة:
هناك من لديه شراكة وجوار مع أحد القيادات الثورية حيث يستقبله رجال مخابراتها من الطائرة حتى الطائرة، وقد قامت تلك المخابرات بكتابة مقال قميء باسمه بهدف إثارة البلبلة والفتنة، وقد قام بالتوقيع عليه من لم يعرف عنه الكتابة من قبل، مستخدمة مصطلحات غير كويتية ضمن المقال، وتروم تلك المخابرات تمويل حملته الانتخابية القادمة كي يصبح صوتا لها في مجلس الأمة الكويتي، ونقول ان مخابرات حزب البعث التي لم تجد عميلا كويتيا واحدا لها ابان الاحتلال لن تجده هذه الأيام فالشعب الكويتي بسنته وشيعته يزدري العملاء ويحتقرهم كما ان قوانيننا تتكفل بنصب المشانق لهم واسقاط جنسياتهم.