العزاء الحار لأسرة آل الصباح الكرام في وفاة المغفور لها صبيحة عبدالله الأحمد الصباح، للفقيدة الرحمة والمغفرة، ولأهلها وذويها الصبر والسلوان و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
هناك دائما فارق بين الرغبة والقدرة، وبين النظرية والتطبيق، فكثير من دولنا العربية ترغب في أن تسوّق بالشكل الصحيح مقوماتها السياحية، الا انها تفتقر لوضع الخطط المناسبة لتحقيق ذلك الحلم، فتبقى دائما في واقع أقل كثيرا مما يفترض، مما جعل بلدا كالمكسيك يفوق دخله من السياحة ضعف دخول الدول العربية مجتمعة.
ولا يمكن للأداء الوظيفي المحلي الحالي أن يتناسب مع طموح «كويت المركز المالي» ومن ثم علينا ونحن نصبو لتحقيق ذلك الهدف السامي ان نعمل على تغيير كثير من الانظمة البيروقراطية البالية القائمة، وأن نعزز من نهج استخدام الحاسوب والانترنت، كما علينا أن نعيد النظر في الثقافة الادارية السائدة التي «قد» تعاقب من يخطئ، الا انها لا تحاسب ولا تعاقب – وهذا الأهم – من يقوم بتعطيل وتأخير المشاريع الحكومية والاهلية سنوات عدة حتى تلغى أو تتضاعف كلفتها، ومثل ذلك محاسبة الموظف الذي يستهدف في عمله العرقلة لا الانجاز، حيث تسود المقولة الخالدة «معاملتك ناقصة تعال بكرة».
إن الذي يشتكي من تأخر الكويت عن بعض شقيقاتها الخليجيات عليه أن يعلم أن لذلك التأخر اسبابا عدة ما لم نعالجها فسنبقى ندور في حلقة مفرغة ونظل في الخلف، ومن ذلك ان العمل ابان حقبة «كويت الانجاز» كان يقوم على معطى العصا والجزرة، فالمخلص والكفء يكافأ، والمتجاوز ومحدود القدرات يعاقب.
تلت تلك مرحلة تم فيها تسييس كل شيء كسرنا خلالها العصا وأكلنا الجزرة فلم نعد نعاقب المسيء او نكافئ المخلص، مما ساهم في بطء المسيرة التنموية وفتح المجال لأن يتقدم الآخرون عن ركبنا، وقد تحولنا من البطء الى التوقف ثم السير سريعا الى الخلف عندما قمنا بخلق اختراع كويتي فريد غير مسبوق في العالم يقوم على استعمال العصا والعقاب مع الاكفاء والمبدعين لمنعهم من الابداع، والجزرة والمكافأة السخية مع المتجاوزين حتى اعتدنا سماع الشكاوى المريرة من الاكفاء، والرضا والسعادة من الاغبياء.
ان للبشر قدرات ربانية في التميز والابداع كما ان للبعض منهم ضمائر حية لا تخترقها الاغراءات، ولا تضعف أو تقبل بالتجاوزات، وأولى خطوات عودة عصر النهضة الكويتية وتحويل حلم المركز المالي الى حقيقة واقعة هي تسليم مثل هؤلاء المسؤوليات وإبعاد محدودي القدرات وأصحاب الضمائر اللينة والمرنة عن المواقع التي حصلوا عليها عبر الاخطاء التاريخية، وعند ذلك سنرى الرضا على الوجوه ونسمع الثناء من الألسن، وستختفي تدريجيا الازمات السياسية فلن يرضى احد بتعطيل القطار المسرع الى الامام.
آخر محطة:
نرجو من الاخ الفاضل وزير العدل ان يأمر بتوفير واجبات الضيافة من قهوة وشاي في مباني المحاكم، فليس من المنطق في شيء أن يدفع منتسبو الوزارة من جيوبهم الخاصة أثمان ضيافة المراجعين.