منذ اليوم وحتى 1/1/2009 ستخطف الحوادث المرورية – غير المبررة – ما يقارب الـ 400 ضحية في الكويت وستتسبب بتحويل الآلاف غيرهم من الأهلية الكاملة الى الاعاقة التامة، شوارعنا واسعة واحوالنا المناخية ممتازة فلا ضباب ولا ثلوج ولا امطار كما ان رضنا مستوية فلا جبال ولا منحدرات ومن ثم يفترض ان نكون من الدول الاقل حوادث في العالم
لا اكثرها كما هو الحال الآن.
ما يتسبب بحوادث المرور هو عدم انضباط العنصر البشري لذا علينا ان نفرض ادابا وثقافات مرورية صارمة جديدة تمنع تلك الحوادث والكوارث وان ندخل علم المرور في المقررات المدرسية الاولية منها والمتقدمة، فالمناهج يجب ان تعكس حاجات المجتمع، اضافة – وهذا الاهم – الى الحاجة لضبط رجال المرور واعطاء دورات تثقيفية متواصلة لهم، فلن يضبط المرور ولن تتوقف معارك الشوارع دون توعية رجل المرور وفهمه لدوره الصحيح في الشارع.
في العالم اجمع ما ان يحدث طارئ مروري وتزدحم الشوارع حتى يقوم رجل المرور بتنظيم السير وفك الاختناقات المرورية، لدينا يحدث العكس تماما حيث يتسبب رجل المرور عادة بالاختناقات المرورية الحادة بدلا من فكها ما يدل على الحاجة الملحة للرقابة الدائمة على اداء رجل المرور واعطائه دورات تخصصية متكررة يمكن ان يقوم بها القطاع الخاص.
وسأعطي بعض الامثلة السريعة التي كنت شخصيا شاهدا عليها خلال الايام العشر الماضية مما يدل على انها ظاهرة متفشية في البلد وتوحي بجهل بعض رجال او تحديدا شباب المرور بواجبات مهنتهم، كنت مستخدما لشارع الاستقلال قبل ايام ولاحظت زحمة غير مسبوقة لأكتشف لاحقا ان سببها وقوع حادث فوق جسر بنيد القار على الحارة اليمنى بين سيارتين وبدلا من ان تقف سيارة المرور خلفهما لحمايتهما وترك الحارتين الاخريين للسيارات، قام رجل المرور بوضع سيارته بمحاذاة الحادث فأغلق الحارة الثانية مما تسبب بتلك الزحمة دون ان يرف له جفن!
وعلى طريق السفر السريع شمال شاليهات بنيدر توقف السير تماما لمدة قاربت الساعة لأكتشف في النهاية ان هناك رتلا من الناقلات المدنية الفاضية القادمة من مستودعاتها قرب الشاليهات والملتحقة بطريق السفر مستخدمة الحارة اليمنى منه، وقد قام رجل الامن المصاحب لها بإيقاف سيارته بالعرض مغلقا الحارات الاخرى وموقفا السير تماما حتى التحقت جميع سيارات النقل بالشارع العام، والحقيقة ان اغلاق مسار حيوي كطريق السفر الذي يربط الكويت بالسعودية من قبل رجل مرور صغير السن امر لا يحدث إلا في بلدنا.
وقد شهدت قبل ايام اغلاق الطريق الخامس الحيوي بسبب احتراق سيارة اطفئت وبقيت على حارة الامان، إلا ان سيارتي مرور قامتا – كالعادة – بإغلاق حارات الطريق الاخرى فامتد الزحام من برج الساعة حتى دوار البدع، كذلك قامت سيارتا مرور بالتوقف على الدوار خلف مجمع الاڤنيوز الساعة 10.30 ليلا في العيد ونزل شبابها لا لتنظيم السير بل للإيقاف العشوائي للسيارات بهدف واضح هو مغازلة الفتيات الخارجات من الاڤنيوز مما خلق زحمة غير مبررة.