يخبرني الزميل غسان بن جدو ان برنامجه «حوار مفتوح» تم اختياره – حسب آخر الاستفتاءات – البرنامج الاكثر مشاهدة في الوطن العربي، وقد اتى بعده القناة الثانية للافلام على شبكة MBC، وقد شاركت مساء السبت في حلقة للبرنامج بثت من بيروت، وكان طرفاها الآخران د.حياة حايك وجمعا من المنتمين لمنظمتي فتح والقيادة العامة وبعض الاحزاب اللبنانية الاخرى.
وتدل مواقف وكتابات د.حياة حايك في جريدة الدستور الاردنية – واثناء البرنامج – على انها من ايتام صدام القابضين واحدى ارامله السوداء، وقد كان مستغربا وهي التي تحمل دكتوراه في الحقوق ودكتوراه اخرى في الاعلام ان تلجأ – لضعف حجتها – للكذب على الهواء وتزييف الحقائق التاريخية المثبتة امام المشاهدين كقولها ان طلب الكويت الانضمام للامم المتحدة قد رفض عام 63 وهو العام الذي – للمعلومة – شهد انضمام بلدنا لتلك المنظمة الدولية، ولم تخبرنا الارملة ما إذا كانت الكويت عضوة هذه الايام في ذلك المحفل الدولي ام مازالت تنتظر اذن الدخول منها!
وكان موضوع الحلقة الاساسي عن علاقة اميركا بكل من تركيا وايران والعرب، وقد انحرف الحديث كالعادة للتطرق للقواعد العسكرية الاميركية في الخليج التي طالب البعض بترحيلها، واعلن – لا فُضّ فوه – أنه لا مانع لديه فيما لو غزيت دولنا من جيرانها وهو امر يستسهله دائما من يعيش آمنا في بلده كحال الدكتورة المقيمة بشكل دائم في باريس.
وقد اذهلني ما قاله احد الحضور الفلسطينيين من انهم في غزة يفضلون عودة الاحتلال الاسرائيلي لها على البقاء تحت قمع منظمة حماس هناك، وهو موقف يؤيد ويدعم في جزء منه ما ذكرناه من رفض مطلق للاحتلال الصدّامي تحت اي عذر او ذريعة، خاصة من طلب منا قبوله بحجة انه احتلال اخوي.
وقد سألت ضمن البرنامج من طالبنا بخروج القوات الاميركية من بلداننا الخليجية ما اذا كان يمانع في تحرير ارضه الفلسطينية من قبل تلك القوات، فرفض على الهواء ذلك الخيار بحكم انتمائه الحزبي المعلن، الا انه سارع مع انتهاء البرنامج لتقديم كثير من الاعتذارات، واقر بأنه شخصيا يرحب جدا بذلك التحرير الذي يعيد الارض ويحررهم من استعباد المنظمات لهم.
وقد اتضح لي من لقائي بعد البرنامج بالشباب الفلسطيني المشارك في الحلقة حجم المأساة التي يعيشونها، فحياتهم ترتبط بالطاعة العمياء للمنظمات التي ينتمون لها والتي كثيرا ما تمارس نحوهم عمليات القمع والقتل والتعذيب وقطع الارزاق لأتفه الاسباب، ولا تجد تلك المنظمات الاجيرة غضاضة في ان تحيل حياة الشباب المنتمين لها الى رعب وخوف دائم يجعلهم لا يترددون في الانصياع لاوامر قيادتها التي تدخلهم في حروب خاسرة كي يتخلصوا من حياتهم البائسة كما جرى مع شباب جماعة شاكر العبسي في مخيم نهر البارد.
آخر محطة:
اوضاع كثير من الشباب اللبناني المنتمي للاحزاب المختلفة لا تختلف كثيرا عن اوضاع الشباب الفلسطيني، فلا حرية ولا تعددية ضمن الحزب، بل رأي واحد تعلنه الزعامة الملهمة، وعلى الجميع التقيد به والتطبيل له، و«بلا احزاب بلا بطيخ»! فكله عند العرب قمع، وان تسمى بمسميات مختلفة!