ارتفعت هذه الأيام وتيرة الهجوم من البعض على الوافدين العاملين في القطاعين العام والخاص بحجّة إختلال التركيبة السكانية بارتفاع عدد الوافدين مقابل المواطنين ، وكأن هؤلاء الوافدين قد هبطوا علينا من السماء ولم نقم نحن بإرادتنا الحرّة باستقدامهم من بلادهم.
وفي الحقيقة أن بعض المهاجمين تدفعهم مصالح إنتخابية وبعضهم الآخر يعتقد – مخطئاً – أنه يدافع عن مصلحة الوطن ، وكِلا النوعين لا يعي الآثار السلبية لهذا الهجوم غير المبرّر.
أقول للوافدين الشرفاء ، حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً ومرحباً بكم في بلدكم الثاني الكويت ، البلد الذي لا يُظلم فيه أحد إن شاء الله.
وأقول لكم من ناحية قانونية بحتة ، القانون الداخلي الكويتي يتّسق ويتّفق تماماً مع أحكام القانون الدولي ومع الاتفاقات الدولية والثنائية التي توفّر لكم الحماية القانونية الكاملة وهي أحكام تحترمها دولة الكويت وتلتزم بها ، ومن جهة أخرى فحق التقاضي أمام محاكم الكويت مكفول لكم دستورياً إلاّ ما يُعتبر من قبيل أعمال السيادة وهو قيد ضيّق النطاق ، فأعملوا وأقيموا بسلام واطمئنوا على حرّياتكم وحقوقكم المكتسبة فأنتم في واحة أمن وأمان.
وأقول للمهاجمين وجّهوا سهامكم نحو الشركات الوهمية وتجار الإقامات وعقود العمل الصورية وعالجوا القصور التشريعي في مجال العمل والعمال فهي المسئول الأول والأخير عن إختلال التركيبة السكانية.