بلغت تكلفة حفل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، نحو مئتي مليون دولار. ولولا الديمقراطية ومضارها ما صُرف هذا المبلغ من أجل احتفال ينساه الناس في صباح اليوم التالي، وكان الأجدى توجيه المبلغ لمساعدة الأيتام والأرامل وعابري السبيل.
ثم إن كل هذه المبالغ صُرفت على “كرسي هش”، أو “كرسي فيك” كما يقول الفرنجة، لا ينفع ولا يضر. وإلا بالله عليكم كيف نعتبر ترامب، أو غير ترامب، رئيساً وهو لا يستطيع منح قطعة أرض لقريبٍ له أو صديق له، كما يفعل حكام العرب الأجلاء؟ ولا يستطيع منح مشروع ملياري لشراء ود زعيم هذه القبيلة النيويوركية، أو عميد تلك العائلة اللاس فيغاسية؟ كيف يمكن النظر إليه كرئيس بينما الشعراء الأميركان “مطنشينه”، فلا قصيدة في مديحه ولا “شيلة” يتراقص عليها الشعب ولا يحزنون؟!
أثبت الشعراء الأميركان أنهم يمشون عراة من الوطنية، بعد أن طنشوا رئيسهم، وتركوه بلا أغنية وطنية واحدة تبل ريقه. وأثبتت أغلبية الصحف الأميركية أنها خائنة بعد أن هاجمت رئيسها. وأثبت جزء كبير من الشعب أنه عميل يتلقى التوجيهات من الخارج لزعزعة أمن البلاد الأميركية.
وإن كان أوباما قد أثبت أنه جبان رعديد، بعد أن تخلى عن حكمه، فإن منظر نائبه، جو بايدن، وهو يغادر إلى منزله على متن قطار، كمواطن لا حول له ولا قوة، يثير الشفقة.