في السنوات القليلة الماضية، تدفقت مئات الملايين من الدولارات إلى تركيا ولبنان وبعض الدول الإفريقية واللاتينية، قادمة من العراق، في حقائب الساسة العراقيين الذين “حاربوا أعداء الحسين وانتقموا منهم”.
هجوم شرس على شراء العقارات من قِبل هؤلاء المسؤولين العراقيين الوطنيين المتدينين، الذين رعتهم إيران، وتكفلت بتغذيتهم وتسريح شعورهم وترتيب هندامهم، ما أسفر عن تورم أرصدتهم بصورة يراها الكفيف الغافل… فهذا مجمع سكني يملكه شخص عراقي، يُجمع الناس على أنه مجرد واجهة تجارية لذلك السياسي العراقي البارز.
وهذا فندق فخم من طراز النجوم الخمس، يبدو شامخاً على تلة في لبنان، يملكه عراقي.
وهذا مشروع صناعي ضخم يتفاوض رجل عراقي لشرائه، يتبين لك فيما بعد أنه يدير أموال سياسي عراقي من الذين يجلسون في الصف الأول، ويتباكون على آل البيت، ويتوعدون بقتل أعدائهم والأخذ بثأرهم.
وبناء على هذا، ثمة أسئلة تدور في الرأس، لا تريد أن تهدأ، أولها: مع كل هذه الحماية والرعاية اللتين توفرهما إيران لأتباعها العراقيين، إلا أنهم فضلوا عدم الاستثمار فيها، واتجهوا إلى تركيا ولبنان، فما هو السبب؟ هل الأمر تجاري بحت، أم أن هناك أسباباً أخرى؟
أما السؤال الثاني، وهو: ما هي ردة فعل العراقيين الشيعة تجاه هؤلاء المتاجرين بـ “قضايا آل البيت”؟ فقد أجاب عنه كثير من البسطاء العراقيين الشيعة، عبر مقاطع الفيديو التي انتشرت في الفترة الأخيرة على “يوتيوب”، إذ شاهدناهم يشتمون مسؤوليهم، ويتهموهم بتحويل حياتهم إلى بؤس ونكد وفقر، من حيث المعيشة والكهرباء والسكن والطرق والأسعار والخدمات الطبية وما شابه. بل إن بعضهم تباكى على صدام حسين، رغم كل ما فعله فيهم!
ما يحدث في العراق اليوم، يثبت بالدليل الواضح الفاضح أن شعار “ثارات آل البيت”، الذي رفعه كثير من المسؤولين العراقيين، من أجدى الشعارات التجارية الرابحة، إن لم يكن أجداها على الإطلاق.