لو كنت مكان النائب الدكتور جمعان الحربش لراجعت مواقفي وأعدت دراسة منهجي وتصرفاتي، بعد كل هذه الانتقادات التي انصبّت على رأسي من رجال مشهود لهم بنظافة اليد ولطافة القلب وحصافة اللسان، من بعض المناديب والمحامين.
يرى البعض أن هجوم هؤلاء وأمثالهم على الحربش دليل نقاء معدنه وصدق وطنيته. وقد يغبط البعض الحربش على عداء هؤلاء العظماء له وهجومهم عليه. وقد يقترح أحد أصدقاء الحربش عليه أن يكتفي، في حملته الانتخابية المقبلة، بنقل تصريحات هؤلاء وتغريداتهم وهجومهم عليه، فيضمن بذلك الفوز في أربعة فصول تشريعية مقبلة، بأقل التكاليف وأبسطها.
بينما أرى أن هؤلاء المناديب العظماء، ومن يؤيدهم من ذوي الحسابات الوهمية والصريحة في “تويتر”، هم عشاق الوطن الحقيقيون، حتى وإن كتب أحدهم تغريدات عن خلية حزب الله، التي أدخلت أطناناً من المتفجرات إلى الكويت، يهاجم فيها من يهاجم الخلية، ويشكك في وطنية الغاضبين من هذه الخيانة، ويطالب باستمرار حظر النشر في هذه القضية، بينما، من الجهة الأخرى، تشعر بأن حروفه تتراقص فرحاً بعد سحب جنسيات الأسر المظلومة، ويصف تصرف الحكومة بأنه “يفرض الهيبة”.
صحيح أنني قلت سابقاً إن “الدليل على أن هذا الشخص، أي شخص، معارض حقيقي أو مزيف، هو في نوعية وأسماء خصومه ومهاجميه”، لكن، مع كل ذلك، على الحربش أن يراجع مواقفه بما يُرضي هؤلاء العظماء الأتقياء الأنقياء، وينقلهم إلى صفه، كي نتأكد من وطنيته. وهيلا يا رمانة، الحلوة زعلانة، من هو يراضيها.