صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بحر في السياسة وهو محيط في الديبلوماسية.. تعالوا احكي لكم القصة التالية لأدلكم على براهيني وأدلتي في ذلك.
على مدى السنوات الأخيرة ومسؤولو القطاع النفطي في الكويت يلحون على زملائهم في الخارجية الكويتية على طرح موضوع تزويد الكويت بالغاز العراقي على نظرائهم في الخارجية العراقية. لكن من دون جدوى.
مع إصرار الجانب العراقي على إهدار كميات مهولة من الغاز وإحراقها بدلا من بيعها للكويت والاستفادة منها كدخل جبار وعظيم للعراق.
لكن في الأسابيع الماضية حدث شيء غريب فقد تقدم مسؤولو وزارة النفط العراقية وبادروا من انفسهم بالطلب من الجانب النفطي الكويتي باستئناف المفاوضات حول إمكانية تزويد الكويت بالغاز العراقي بل ولاحظ المسؤولون الكويتيون حرص الجانب العراقي على إنجاز هذا الأمر بسرعة وسهولة.
السر في تغير الموقف العراقي تجاه هذا الموضوع هو تقديرهم وامتنانهم للمبادرات السامية والعظيمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر- حفظه الله ورعاه- بداية من إعطاء توجيهاته الكريمة بموافقة الخطوط الجوية الكويتية على رفع الحظر على طيارات الخطوط الجوية العراقية والسماح لها بالتحليق في جميع أجواء العالم وتسوية ديونها على «الكويتية».
وهو الأمر الذي سمح لـ«العراقية» بالتنقل بحرية ونقل عشرات إن لم يكن مئات الآلاف من المواطنين العراقيين من بغداد الى باقي دول العالم مما أضفى البهجة والسعادة على أبناء الشعب العراقي وهم يرون ناقلهم الوطني يجوب أنحاء العالم.
كذلك كان لسموه- حفظه الله ورعاه- مبادرة أخرى أفضل وأكبر تجاه العراق وشعب العراق بإعطاء توجيهاته الكريمة بتأجيل دفعة التعويضات الكويتية المستحقة على العراق والتي تبلغ قيمتها 4 مليارات دولار إلى نهاية العام 2018 وهو الأمر الذي جعل تلك المليارات تذهب إلى خزينة الدولة العراقية لتعينها على إعادة إعمار بلدهم الذي دمره صدام ومغامراته العسكرية الفاشلة.
وكذلك لتساعده على تكلفة حربه ضد إرهاب «داعش» الذي يحتل أجزاء كبيرة من العراق وهو الأمر الذي حظي أيضا بالتقدير والامتنان من العراق حكومة وشعبا.
وطبعا لا نستطيع ان نتجاهل أو ننسى جهود الإغاثة العظيمة للكويت تجاه نازحي الموصل وكذلك منح الكويت المليونية لبناء مدارس ومستشفيات في الجنوب العراقي وهو أمر لا منة ولا فضل فيه فالشعب العراقي شعب شقيق يستحق منا كل فزعة واهتمام فاستقرارهم استقرار لنا ورخاؤهم رخاء لنا.
ومن باب ما جزاء الإحسان إلا الإحسان، جاءت الخطوة العراقية بالموافقة على تزويد الكويت بالغاز العراقي وهو الأمر الذي سيخفض فاتورة الكهرباء الكويتية الى النصف تقريبا إن لم يكن الى الربع.
وسيعمل ذلك بالتالي على تخفيض العجز في الميزانية الكويتية التي تلتهم جزءا كبيرا منها تلك الفاتورة بحكم ان الكويت تستخدم النفط الخام لإنتاج الكهرباء وهو خطيئة اقتصادية كبيرة خاصة مع تعافي أسعار النفط الخام الذي بإمكانك بيعه في أسواق النفط بدلا من إهداره في محطات الكهرباء.
هذي هي احدى صور وأمثلة حكمة وبعد نظر صاحب السمو الأمير- حفظه الله ورعاه- أمير الديبلوماسية العالمية.
أعطى توجيهاته السامية بالصبر على الجار ومراعاة ظروفه التي يمر بها فما كان جزاء الإحسان إلا الإحسان حين ردت الحكومة العراقية على مبادرات سمو الأمير الكريمة بمثلها، وهو الأمر الذي سيزيد وشائج الترابط والتآلف بين الشعبين الكويتي والعراقي وسيمحو- بإذن الله- كل آلام الماضي وخلافاته ويرجع الشعبين الكويتي والعراقي إخوة في العروبة والإنسانية والإسلام وتهدأ منطقتنا قليلا لتتنفس الأجيال الجديدة رائحة الأمن والأمان والسلام بعد أن عانت الأجيال الماضية من ويلات الحروب والدمار والتشتت.
نقطة أخيرة: كتبت مقالة سابقة أدعو فيها الى ترشيح صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد- حفظه الله ورعاه- لجائزة نوبل للسلام وهنا أكرر الدعوة مرة أخرى.
فقط سمو الأمير- حفظه الله ورعاه- انفرد بكل تلك المبادرات الإنسانية والأبوية تجاه شعب العراق والكثير من شعوب العالم.
فهو أهل لها وستجد تلك الدعوة كل التأييد من أشقائنا في الخليج والعالم العربي والإسلامي بل وكل دول العالم التي ستشهد بالحق لسموه- حفظه الله ورعاه- انه يستحق جائزة نوبل للسلام.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً