الأمر ليس مقتصراً على بعض الكويتيين، فبعض السعوديين وبعض الخليجيين كذلك يزاحموننا على أبواب الجنة، ليختاروا معنا من يستحق دخولها ومن لا يستحق، فنحن نملك مفاتيح أبوابها و”فيزا” الدخول! حفظنا الله.
مجهود جبار يقوم به هؤلاء الخليجيون. تخيل حجم الضغوط والأعمال التي تطوعوا للقيام بها، بعد أن سمحوا لأنفسهم بتنفيذ مهام “منكر ونكير ورقيب وعتيد”. هكذا ببساطة، تكفلوا بالتحقيق مع الموتى، وحددوا مصيرهم، هذا في الجنة وذاك في النار!
الأمور تتم بهذه الصورة: يقدم انتحاري مجنون على ارتكاب جريمة خسيسة في مكان ما من هذا الكوكب، فتنطلق سيارات الإسعاف لنقل المصابين والموتى، وتنطلق الفضائيات لتغطية الخبر، وينطلق رجال الشرطة والتحقيقات لموقع الحدث، وينطلق الخليجيون، أو بعضهم، لتحديد مصير القتلى في الآخرة. حتى قبل أن تجف دماؤهم.
هي مسؤولية عظيمة لا يمكن لمن هب ودب أن يتقنها. هي مسؤولية تحتاج إلى مواهب وإمكانات لا تتوافر إلا لنا، من بين كل سكان الأرض. هذه المسؤولية تحتاج إلى عقل شديد الفراغ، وثقافة هائلة بحجم جناح البعوضة، ونفس حازمة حاسمة لا تعرف التسامح الذي يتغنى به المائعون، فدخول الجنة والنار، أو إدخال الناس الجنة والنار، لا مجال فيه للمجاملات والاستثناءات.
أما العراقيون، بعضهم بالطبع، فكل داعشي إرهابي يرونه سنياً، لذا كلنا داعشيون في نظرهم، نعشق لون الدماء ورؤية الجثث، بينما هم وحشدهم الشعبي مشغولون بزراعة الورد في شرفات بيوت السنة العراقيين.
سيداتي سادتي، هذه القطعة من الكوكب تحتاج إلى ديتول ومكنسة وشبابيك مفتوحة وشمس قوية، علها ولعلها.