مع نشر هذا المقال في القبس يكون سمو رئيس مجلس الوزراء يضع اللمسات الأخيرة على التشكيل الحكومي الجديد والمرتقب. والنصيحة ليس لها وقت محدود، فهي مرغوبة في كل الأوقات؛ ولذلك أتمنى من سموه أن يستمع إلى هذه النصائح ولو في اللحظة الأخيرة.
• أتمنى ألا تكلف نائباً في وزارة خدمات، وقد وضحت لك ذلك في مقالٍ سابق.
• لا تستبعد أصحاب المواقف السياسية، فبعض هؤلاء أقدر على تلمس واقع المجتمع من غيرهم. نعم، ممكن استبعادهم من وزارات التوجيه المباشر مثل «التربية» و«الإعلام» و«الأوقاف»، خوفاً من ظلم الخصوم السياسيين أو خوفاً من تقريب رفقاء الدرب الحزبي! لكنهم قد يكونون أقدر على إدارة بقية الوزارات! وبالعكس احرص على طلب السجل الجنائي للمرشحين للوزارة، فبعض من ترشح سابقاً للوزارة وُجدت في سجله تهم أخلاقية فاضحة، فمن أساء الأدب في دينه لا يُستَبعد منه أن يسيء الأدب في عمله!
• سيطرة الفكر الليبرالي على التشكيلات الحكومية المتتابعة تسببت في الفشل الذريع لهذه الحكومات، وكأن المتدينين لا يصلحون إلا لـ «الأوقاف»! بينما التدين فكر وسلوك، والعبرة بالاختيار للقوي الأمين، وهذا لا يتوافر في رجل لا يرى للدين أثراً في حياته.
• يا ليت تطلب من كل جمعية مهنية أو نفع عام أن ترشح لك – من دون إلزام – ثلاثة أسماء للوزارة، أفضل من الترشيحات القادمة من الأفراد وقولة فلان محسوب على فلان! فان يشعر الوزير بأنه يمثل شريحة من المجتمع يعمل على تحقيق مصالحها العامة خير من أن يشعر بأنه يمثل شخصاً يحرص على رضاه!
• ختاماً.. مجلس الأمة يمثل الشعب، فمتى ما كان تدخل الحكومة مؤثراً في نتائج اختياراته لمناصبه أصبح مجلساً يمثل الحكومة! وحتى لا يقال إنني أخالف الدستور في هذا الرأي، أتمنى أن يكون تصويت الحكومة باختيارات المناصب تصويتاً غير موجه، كل وزير يصوت وفقاً لقناعاته، وفي هذه سابقة، فقد أخبرني الشيخ سعد العبدالله، عليه رحمة الله، عندما ترشحت لرئاسة المجلس عام 1992، أنه يضمن لي أحد عشر صوتاً ولكنه لا يضمن الخمسة الآخرين! مما يعني أنه لا يلزمهم بتوجهه.
***
كل ما ينشر في هذه الزاوية يمثل رأيي شخصياً ولا يلزم الحركة الدستورية الإسلامية بشيء، وعلى سبيل المثال، رأيي في نجاح المرأة من عدمه في المجال السياسي هو رأي شخصي، بل يخالف آراء الحركة تماماً، لذلك لا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل.
***
الملك سلمان غداً في الكويت
حللت أهلاً ووطئت سهلاً بين أهلك وإخوانك في بلدك الثاني، جعلكم الله ذخراً وسنداً للمظلومين وناصراً لدينه وعقيدته، وسخرلكم البطانة الصالحة التي تراعي حقوق الشعوب ومطالبها بالأمن والاستقرار والعدل والمساواة والحكم الراشد.