ذكرت القبس بالأمس أن مشاركة الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) غير مستبعدة في التشكيل الحكومي القادم! والذي أعرفه أن الحركة قررت منذ اليوم الأول عدم المشاركة في الحكومة، مع إدراكنا أن البعض سينظر في أسماء الحكومة الجديدة ويختار «المصلي والمسمي» ليحسبه علينا! كما حدث مع الفاضلة هند الصبيح وزيرة الشؤون التي أغلقت في عهدها فروع جمعية الإصلاح وتم تقييد العمل الخيري!
نأمل من سمو رئيس الحكومة أن يستفيد من تجربة الحكومة السابقة، التي لم تحظ حكومة بهذا الكم من الانتقادات كما حظيت هي، ولئن كنّا نحذِّر من توزير نائب في وزارة خدمات؛ خوفاً من استغلال منصبه في توظيف المقربين، فقد أثبتت الحكومة المستقيلة أن الخطأ في توزير نائب – أياً كان – في وزارة خدمات، فقد تم استغلال وزارتي خدمات استغلالاً بشعاً لدرجة تم تدمير العمل المؤسسي والهيكل الإداري فيهما من أجل ضمان كرسي في العهد الجديد! لذلك نتمنى ألا نرى نائباً في أي من وزارات الخدمات.
ما دام هناك وزراء يفرضون بالباراشوت على التشكيل الجديد فلا طبنا ولا غدا الشر، حتى وزارات السيادة مثل الداخلية والخارجية والدفاع، فرئيس الحكومة هو المحاسب عن سياسة حكومته، واليوم المجلس قادم حاملاً ملف استرجاع الجناسي المسحوبة، فإن لم يكن رئيس الحكومة هو الذي يتحمل الدفاع عن وزرائه، فإن الميزان سيختل، وهذا لن يتم إلا إذا كان هو من يختار وزراء هذه المؤسسات المهمة ويتحمل أداء من اختاره برضاه.
نفس الشيء موضوع توزير المرأة، فالبعض يطالب بتوزير امرأة أو أكثر، وقد أعطى الشعب رأيه أكثر من مرة في دور المرأة السياسي، فبعد حملة غير مسبوقة بتصويت المرأة وترشيحها قبل عشر سنوات اختار الشعب تحت هذه الضغوط أربع نساء لتمثيله في مجلس الأمة، وبعد أول تجربة أثبتت فيها المرأة فشلاً ذريعاً كانت كافية لتعلم الدرس وعدم اختيار الا واحدة في المجلس الذي يليه واستمر فشل المرأة الى اليوم، حيث لم يصل للمجلس الا واحدة بعد تطورات دراماتيكية كانت كافيه لتعاطف الناس معها! لذلك ننصح بالاستفادة من تجاربنا وعدم المكابرة والعناد!
وزارة التربية من الوزارات التي عانت كثيراً من التوجهات الليبرالية، فمنذ تأسيسها إلى اليوم كان معظم الوزراء من الليبراليين المعتقين، وتسببوا في فشل الوزارة في تحقيق أهدافها، وهي التربية ثم التعليم. واليوم، وبسبب عدم اهتمام الفكر الليبرالي بالجانب السلوكي والقيمي عند الطالب، نجد طلاب المدارس هم أكبر شريحة خارج السلوك العام، ويمتازون بعدم الالتزام، لذلك نتمنى أن يتم اختيار وزير تربية ليس بالضرورة متديناً.. بس عالاقل لديه اهتمام وقناعة بأهمية توجيه الطلبة إلى الالتزام بالحد الأدنى من الاخلاق والسلوك.
تمنيات.. فهل ترى النور؟! لننتظر.