يعتبر مركز جابر الأحمد الثقافي من أهم المشاريع التي أنجزتها الحكومة- على قلتها- في العقد الاخير. وتأتي أهميته من تصميمه وحجمه وموقعه وتكاليف إنشائه، وقبل ذلك كله مما يمكن أن يستغل لأجله. وقد أُطلق عليه في بداية إنشائه مشروع الأوبرا، لكنه تجاوز بحجمه ومساحته التي زادت على 250000 متر مربع، موضوع الأوبرا لما يمكن أن يستغل لأجله، فجرت تسميته مركز جابر الأحمد الثقافي. والمبنى مكون من عدة مبانٍ وخدمات بحجم المبنى الذي جرى فيه الافتتاح، ولذلك نتوقع ونتمنى أن نشاهد الاستغلال الأمثل لهذا المبنى، خصوصاً أننا كمجتمع هجرنا المعنى الحقيقي للثقافة منذ فترة ليست بالقصيرة، وانحصرت اهتماماتنا في الغناء والطرب والرقص! واليوم فرصة للعودة إلى العصر الذهبي للكويت عندما كانت مركزاً حقيقياً للأدب والثقافة في المنطقة، لأننا انشغلنا بالطرب أكثر من انشغالنا بالثقافة، وألهانا الرقص عن التاريخ والأدب والفن الكويتي الأصيل! اليوم تسببنا في هجران الجمهور للمسرح الجاد واستبدلنا به مسرح الرعب والخرافة والرقص المائع!
جرى افتتاح المركز بفقرات فنية أشعرتنا بالأصالة الكويتية، لكن مازجتها فقرات غريبة علينا من الأوبرا العالمية التي أجزم بأن الكثير من الحضور لم يكونوا يدركون ما كان يقول مغنوها، لكنه بالنهاية فن غربي لا يمت إلينا ولا إلى تراثنا بصلة. وقد يجد بعضنا عذراً لمن جاء بها بحجة الافتتاح، لكن الغريب أن بعض القوم رأى في هذا النوع من الفن أنه هو الأصل الذي يجب الاستمرار عليه والانتقال منه إلى غيره حتى يأتي اليوم الذي لا تجد ما يعرض على هذه المسارح المتعوب عليها إلا كل ما هو منقول لنا من المجتمعات الغربية بمجونها وخلاعتها، ونتمنى ألا يأتي هذا اليوم. البعض صور لنا غناء الأوبرا بأنه عودة الفرح والبسمة إلى المسرح الكويتي، وتناسوا صالة التزلج التي تعمل لمدة شهرين كل عام وقد جلبوا لها كل المطربين والمطربات الذين كانوا يغنون إلى ساعة متأخرة من الليل حتى قالت إحدى المطربات: خلاص أذن الفجر ما يصير بعد نغني! متابعة قراءة مركز جابر الثقافي