نؤمن إيماناً راسخاً بأن الكويت ولادة، ولقد شهدناها في 2016-11-26، فقد نتج بعد المخاض ولادة جيل نأمل ونتأمل ان تتاح للبلد فرص يتجدد من خلالها الأمل، وفي كل مرة نفوت هذه الفرصة، وعلى الرغم من العديد من التحفظات والتوجسات من نظام الصوت الواحد وآثاره التفتيتية وبلوغ الناس إلى مشارف اليأس في إحداث التغيير من خلال نظام يحمل علله الذاتية، فإن الناس تعاملوا مع مسؤولياتهم الوطنية بكل حرصٍ ومسؤولية فكثفوا تصويتهم ليبلغ مراحل الأرقام القياسية، حيث قاربت النسبة العامة ٧٥٪، بل وفرضت تغييراً جوهريا وصل الى أكثر من ٦٠٪ من أعضاء المجلس، وقدم الناس لنا شهادتهم التاريخية أن الكويت ولادة، وأن من رحم الأزمات والمعاناة يأتي التغيير لأسباب ملحة:
– الوطن يحتاج الى مشروع إنقاذ ونهضة وهو ما يأمل أن يجلبه التغيير وأن تتم قراءته قراءة صحيحة.
– أن السخط على المجلس السابق مثل غيره من المجالس، بلغ ذروته، فقد تزايد فيه بعض رؤوس الفساد وممارساتهم فأسقطهم الشعب، ولم يتمكن من عدد آخر منهم ما يتطلب مواجهتهم وكَفَّ أيديهم عن العبث.
– أن توليفة المجلس بالجديد من الأعضاء، مع قلة من الأعضاء السابقين، يمكن أن يضعوا مشروع وطن، فمشكلات الكويت معروفة وحلولها ليست صعبة، تحتاج الى كتلة تحملها وتخرج كل حساباتها ومكاسبها الشخصية والانتخابية والحزبية منها.
– أن يتغير نمط تشكيل الحكومة، التي يجب أن تكون فريقاً متجانساً وليس فريقاً لتنفيس الغضب، وأن يكون للحكومة برنامج سياسي بموضوعات محددة وبزمن منضبط حتى لا نعود للمربع الأول ونتجاهل ما حملته الانتخابات من نتائج.
– نحتاج الى كتلة تفهم أن التوازن بالرقابة والتشريع جناحان متكاملان، تضع نصب عينيها الوضع الإقليمي للبلد، وتشكل ركيزة لاستقرار الوطن مع بنائه بلا تهاون أو تأخير، قبل أن يأتي يوم ندرك أننا أضعنا الوطن وسرعنا بانهياره.
فيا اخواني واخواتي أعضاء مجلس الأمة الذين أتفق معهم بالرأي او أختلف، أنتم ثقتنا وأنتم املنا، فلقد اهتزت الكويت في يوم الانتخاب من اجل الوطن، من اجل اختيار من ينقذ الوطن، فأنتم كُنتُم ثقة واختيار شعب عشق هذه الارض، فاجعلوها كما احببناها، أصلحوا وراقبوا اعمالكم من اجل وطن عشقناه جميعاً.