أمس كتبت بحماسة أدعو مواطنينا الى ممارسة حقهم ودورهم الطبيعي في الانتخاب، هذا كان بالامس.. اليوم سأكون صريحاً، وأعلن ان حماسي تضاءل، او بالأحرى خف بعض الشيء، لم يعد حماس وإصرار الامس كما كان عليه. فقد فتّ في عضدنا الشطب الذي مورس على الكثير من المرشحين، و«سد نفسنا» التعسف، وربما التمييز الذي مورس بكثافة ضد الكثير من المرشحين أيضاً. مع تقديرنا لكل المرشحين المشطوبين، لكن ان يشطب مرشحون مميزون مثل عبدالحميد دشتي وبدر الداهوم وصفاء الهاشم فهذا كثير.
من اختلطت بهم بالامس كانوا في الاغلب من الدوائر الثلاث الاولى، ولم يكن لهم حديث غير شطب صفاء الهاشم، اي ان المرشحة الهاشم كانت محل اجماع واعجاب الكثير والكثير من ناخبي الكويت عموماً، وليس الدائرة الثالثة فقط، وهي على مستوى الدائرة حائزة على المرتبة الاولى وفقاً لبعض الاستفتاءات، يعني بالفعل هي مرشحة مميزة، وقد حازت، سواء شاء الشاطبون ام أبوا، على قبول الناس. لهذا فإن قرار شطبها كان صدمة ومفاجأة للكثيرين ممن توافقوا مع طرحها شكلاً ومضموناً. ولدي ثقة بان المرشح الداهوم يتمتع بذات التأييد او حتى افضل في دائرته.
أنا عاهدت نفسي منذ ان تم اقرار حق المرأة في الترشيح والانتخاب، ألا ان انتخب إلاَّ امرأة. وفي هذه الانتخابات كنت أتمنى لو ان السيدة غدير اسيري عندنا في الدائرة الثالثة. او السيدة عالية الخالد، فهي الاخرى لديها ما نعتقد انه سيخدم الوطن والمواطنين. لكن لم يكن لنا في هاتين الطيبتين نصيب. فهنيئاً لناخبي الدائرتين الاولى والثانية بما حرمنا منه.
لهذا كان لزاماً علينا ان نقنع بصفاء الهاشم. لكن يبدو ان البعض او ربما الحظ مستكثر علينا ــ مع الاعتذار ــ حتى صفاء الهاشم. يعني بالنسبة لي.. وبالنسبة للكثيرين من ناخبي الدائرة الثالثة، ممن حزموا امرهم مبكرا واختاروا ان ينتخبوا السيدة الهاشم، فان الحكومة حرمتنا من حقنا في الانتخاب بشطب المرشحة الوحيدة التي اعتقدنا انها الافضل لكسب صوتنا.
وان تكون السيدة صفاء الهاشم مشطوبة بسبب قضية رأي. ورأيها كان ضد احد السياسيين الذين سمحوا لأنفسهم بان يتدخلوا في حياتنا، وان يتطفلوا على خصوصياتنا تشريعاً وتوجيهاً وتثقيفاً، فان هذا الشطب يصبح تعدياً حقيقياً على حريتنا في الاختيار، وفي الدفاع عن المعتقدات والمكاسب في وجه من يسعى الى تقييدها او الانتقاص منها.
شطب المرشح لا ينتهي عنده، فهو في النهاية يصادر حق الكثير من الناخبين في الاختيار، ويصادر ايضا حق كل من ينوي الترشيح في التعبير الحر عن رأيه. وهذه هي الدكتاتورية في اجلى صورها.