سلم لنا آباؤنا الكويت في اواخر الخمسينات على طبق من ذهب مع أحدث وأكبر مستشفى، هو الصباح. وثانوية الشويخ الأكبر في الشرق الأوسط مع أكبر مكتبة مدرسية تحتوي على الكتب العربية والأجنبية، ومعها أكبر صرح رياضي للمرحلة الثانوية من ألعاب رياضية تقليدية، بالاضافة الى التنس والاسكواش والهوكي الأرضي وحوض سباحة واستاد لاقامة مباريات دولية ودورات رياضية على مستوى الشرق الأوسط. ولم يكتفوا بذلك، بل جهزوا قسما خاصا للداخلي بمطبخ مركزي لتقديم 3 وجبات يومية للطلبة، وبمستوصف يعمل على مدار 24 ساعة وأكبر مسرح مدرسي ليكون نواة المسرح الكويتي وبمشاركة كبار الفنانين والمخرجين العرب.
وقدموا للعالم العربي، مجلة «العربي» وبسعر رمزي وبأجود أنواع الورق والألوان، لتكون بمتناول الجميع، تنشيطا للعلم والثقافة وليتعرفوا كذلك على القرى والمدن العربية.
وسلمونا الدولة بملاءة مالية ممتلئة وبأول صندوق سيادي على الاطلاق في العالم. وبشركات خاصة وحكومية مختلطة بمختلف الأنشطة التجارية المتعلقة بالنفط والبتروكيماويات، يتهافت عليها الخريجون من دون واسطة او شهادات مضروبة. وكان مجال التوظيف مفتوحا، كل حسب تخصصه. وأبدعت الكويت لتصبح درة الخليج العربي على جميع الأصعدة من دون منافس.
واليوم ما عسانا ان نقدم كآباء لأحفادنا والجيل القادم.. عجز مالي مستمر بمقدار 35 مليار دينار كويتي حتى نهاية 2021، وقد يطول اذا ما استمر النفط عند المعدل الحالي. وعجز في توظيف 20 الف كويتي وأكثر. ووظائف حكومية صورية من دون انتاجية. وهدر يومي للمال العام وعلاج سياحي للخارج بكلفة مالية تجاوزت أكثر من 500 الف دينار بعلم ومعرفة الجميع.
ووسط كل هذا يطالب مجلس الأمة بعدم لمس جيب المواطن والاصرار على استخدام مال وحلال الأحفاد والأجيال القادمة. بدلا من ايجاد البدائل والعمل على خفض الدعم وزيادة الانتاجية والبحث عن حلول لخلق وظائف من خلال خصخصة الشركات والادارات الحكومية.
انهم يريدون استعمال أموال الآخرين بدلا من الحفاظ عليها وحمايتها وصيانتها.
والسؤال: ماذا سنترك لأحفادنا واي مستقبل سيواجهون؟!