كلما زاد هجوم المُتأسلمين من الاخوان وغيرهم من «ثوري» الشام، ورعاع بقية الدول على فوز دونالد ترامب برئاسة أميركا، زاد اقتناعي بصحة تأييدي، المتردد نوعا ما، لفوزه. فقد سئمنا على مدى اربعين عاما من السياسات الأميركية المترددة وألاعيب الجمهوريين والديموقراطيين، وربما يكون في مجيء شخص «دفش» وغريب الأطوار، ومن خارج مؤسسة الحكم العتيقة، لسدة الرئاسة الأميركية، الحل للكثير من قضايانا. فعلاقتنا المستقبلية به لا تتحدد من خلال ما فعله مع تلك الممثلة أو ما قاله لملكة «جنس» قبل عشرين عاما، او تعدد زيجاته، بل لما سيتخذه من مواقف حيال قضايانا التي ارهقتنا على مدى سبعين عاما. ولو كنت فلسطينيا لسعدت بوصول ترامب الى سدة الرئاسة، فربما يأتي بحل لقضيتي. ولو كنت سورياً لشعرت أيضا بالفرح لقدوم شخص بمثل عناده وعدوانيته للتنظيمات الإرهابية، ولو كنت خليجيا لشعرت بالغبطة، لأنه سيأتي وسيفرض علينا امورا طالما ترددت حكوماتنا في القيام بها، وحان وقت تطبيقها. فنحن لا نريد الإخوان في منطقتنا، ولا في أي منطقة أخرى. والإدارة الأميركية الديموقراطية، السابقة، كانت تجد فيهم الأمل، وطالما وقفت معهم وشدت من ازرهم، وأيدت وصولهم الى حكم مصر، ووصول هيلاري كلينتون الى الحكم كان سيكون الفرصة الأفضل لهم، ولكن خاب سعيهم!
نتهم ترامب بمعاداة العرب والمسلمين، ولكن هل نحن في الخليج من المغرمين بالعرب والمسلمين؟ ألا نكره بعضنا بعضا وتوجد بين دولنا، وحتى شعوبنا، حساسيات وخلافات عميقة؟ هل نسمح لغيرنا أن يبني كنائسه أو معابده في مناطقنا؟ ألم تنتفض «الداخلية» في الكويت لاحتجاج امرأة جرحت مشاعرها «الرقيقة» رؤية بوذي يتعبد على شاطئ البحر؟
أين كانت إنسانيتنا من المهاجرين العراقيين والسوريين وغيرهم، ولماذا رفضنا دخولهم الى بلداننا الغنية، ومشاركتنا رغد عيشنا؟ لا أطالب هنا بفتح الباب لكل من هب ودب، ولكن ترامب لم يطالب بأكثر مما طالبنا، فلم نسمح لأنفسنا بأن نكون «حمائيين» ونرفض الشيء ذاته لغيرنا؟
نعم ترامب عنصري، ولكن هل نحن أقل عنصرية منه؟ هل يسمح لدينا بطباعة وتوزيع الإنجيل مثلا في مكتباتنا، دع عنك تدريسه مثلا؟ لماذا نمنع الغير حتى من وضع شجرة ميلاد أمام محله، أو احتفال البعض بأعياد الكريسماس ورأس السنة في الفنادق أو الأماكن العامة؟ ولماذا يجب أن نعتبر من يشارك فيها كافرا؟ ثم نأتي بعد كل هذا، ونحتج لأن ترامب وصفنا بـ «الإرهابيين»؟