جميلٌ هو حديث هذا المرشح أو ذاك عن رؤيته الاقتصادية لكويت المستقبل. جميلة هي أمنياته، وأحلامه، وخيالاته. فهو يريد ألا تعتمد الكويت على النفط كمصدر وحيد يتيم لا يُعرف مستقبله. ويريد منح الفرص للأجيال الوطنية الشابة، بدلاً من الخبرات الأجنبية الدائمة، ويريد ويريد ويريد…
وأنا كذلك لدي رؤيتي، فأنا أريد أن نبني قمراً صناعياً يفوق القمر القطري “سهيل سات”، حجماً وقدرة، و”يأخذه” في حضنه إن هبَّت عاصفة أو تساقطت ثلوج. وأريد أن نبني مدناً سكنية تعتمد على الطاقة الدائمة، تحنو على مدينة “مصدر” الظبيانية، وترضعها وتطعمها وتسقيها. وأريد أن نجعل الكويت ميناءً عالمياً للتجارة بين الشرق والغرب، يطبطب على ميناء جبل علي في دبي، وينظر بشفقة إلى موانئ تركيا. وأريد وأريد وأريد…
كلنا نريد، لكن الواقع لا يريد. سحقاً للواقع، الذي يقول إنكم بأمنياتكم هذه في وقت كهذا، كمن يريد ردع العاصفة بالسياط، لإخافتها وإيلامها، والعواصف لا تردعها السياط… سحقاً لهذا الواقع الذي يعيدنا إلى الأرض وينتزع أحلامنا وخيالاتنا.
الواقع يقول لا تحلموا كثيراً، واسعوا إلى تخفيف الأضرار بقدر الإمكان، فلن تسمح لكم السلطات بالبناء والتطور والنهوض، وستحاربكم في مواطنتكم وأرزاقكم، وتقمع آراءكم، وتحيلكم إلى المحاكم، لتمشوا بين أروقتها حتى تحفى أقدامكم، وتضيّق عليكم كل خناق حتى تتقافز عيونكم من محاجرها. فاهبطوا من مريخكم لعلكم تُرحمون.