في كل حدث رياضي عالمي يكون هناك شعار معين يطلقون عليه لقب «تعويذة»، وجرت العادة أن يكون هذا الشعار معبرا عن طبيعة البلد نفسه، ففي الصين كان شعارهم هو حيوان «الباندا» وفي كوريا كان «النمر» هو شعارهم حتى إن دولة قطر يقال إنها اختارت «الجربوع» شعارا لبطولة كأس العالم التي ستقام على أرضها.
في الكويت ليست لدينا أي أحداث رياضية لكننا نعيش هذه الأيام حدثا مهما الكل يريد البطولة فيه وهو الانتخابات التشريعية للوصول إلى قبة البرلمان، ففي الانتخابات السابقة كان الشعار المعروف هو شعار الطائفية وقبلها كان شعار الفئوية والقبلية وكان الكثير منهم ينجح بتلك الشعارات واليوم خرجوا علينا بشعار جديد هو شعار الوثائق التي يطالب المرشحون بالتوقيع عليها.
ما أعرفه عن الوثائق هو وثيقة عقد الزواج الذي ربط وثاقي جيدا ولن أعلق عليها فهي الوثيقة التي ارتضيتها ووقعت عليها من مبدأ «بغيناها طرب وصارت نشب»، أما الوثيقة الأخرى فهي وثيقة البيت الذي أتمنى أن تكون عدة وثائق وتتنوع بين منازل سكنية وعمارات استثمارية وأقسم بالله أنني لن أعترض إن كانت هناك وثائق قسائم صناعية أو بحرية.
الغريب في تلك الوثائق أن من ينادي بالتوقيع عليها هم من كانوا يعلنون بالصحف ومواقع التواصل الاجتماعي أنهم هم الممثلون الوحيدون لتجمعاتهم القبلية أو الفئوية أو الطائفية في الانتخابات الطلابية، وأنهم تمت تزكيتهم من قبل المجاميع التي ذكرتها لكم، وما أعجب الديموقراطية التي ينادون بها!
مطالبهم في تلك الوثائق غير منطقية وغير دستورية وقد ذكرتني بمشهد للفنان النفيسي، رحمه الله، حين فكر فيما لم يفكر فيه أحد قبله «بأنه سيطالب بصوتين للحامل»، وبما أن الوضع سمردحة فإنني أطالب بأن يضعوا في وثيقتهم طلبا شخصيا بأن يطالب لي كل من ينجح في الانتخابات بشاليه في الدوحة وقسيمة صناعية بالشويخ ومزرعة في الصليبية وعمارة استثمارية في شرق.
أدام الله وثائق بيوتكم خالية من كل رهن، ولا دام من يطالب بـما لا يملك الحق فيه.