بين إملاءات الوثيقة الشرعية ونداءات “تكفون” وهيمنة المال السياسي (شراء الأصوات) يرتسم شكل البرلمان القادم، ولا جديد في ديمقراطية “هذا سيفوه”، حسب سوابقها التاريخية، لكن “الشكل” الذي يطفو على سطح الخواء الثقافي قد يتغير إخراجه بين انتخابات وأخرى في مجتمعات الدولة القبلية، حسبما يراه أهل “البخاصة”.
مبدعو الوثيقة الشرعية طالبوا المرشحين من “أهل السنة والجماعة” بالتوقيع عليها، بما يعني الالتزام بمحرمات الوثيقة ونواهيها التي تنبع من عقل منغلق على ذاته يُقسّم العالم بين أبيض وأسود، ويكبل الثقافة والوعي بزمن مطلق لا يتحرك ولا يتقدم أبداً. الوثيقة تحشر أصحابها بين خيارين لا ثالث لهما، بين الحق والباطل، كما يراهما مبدعوها، فإما أن تكون معنا (نحن أهل الوثيقة)، وهذا يعني أنك المسلم الحقيقي، وإما أن تكون ضدنا حين ترفض التوقيع، وتصبح بالتالي مشكوكاً في إسلامك وهويتك، إن لم يتم تكفيرك ضمناً… فكيف لك أن ترفض “مسلمات الثوابت” العقائدية ولا تبصم عليها وأنت مغمض العينين؟! هكذا يتحرك العقل عندنا في مجالس دولة “ما بعد الحداثة” الكويتية، وهكذا يتفاعل مع التجديد والإبداع، فهذا الدستور الحقيقي المطلوب، وليس دستوركم المنسي سوى غث وزبد دنيوي. متابعة قراءة صالة عبدالله السالم للأفراح