في الدول الديموقراطية تجري الانتخابات بين الموالين للحكومة والمعارضين لها. يتصارع الاضداد، ويطرح كل طرف ما لديه في ذات الوقت الذي يجتهد فيه لانتقاد برامج وطروحات الطرف المنافس له، وقد يصل الامر الى التركيز على الصراع الشخصي بين المرشحين، كما حدث في الانتخابات الاميركية الاخيرة بين الرئيس المنتخب دونالد ترامب والسيدة هيلاري كلينتون. وبالمناسبة السيدة كلينتون موالية للادارة ولسياسات الرئيس اوباما الخارجية والداخلية، بينما ينتقد المرشح الجمهوري – الفائز – المعارض، كل ذلك.
في الدول الديموقراطية، هناك صراع ديموقراطي، والمواطن يتحمل في اغلب الاحيان عبئا كبيرا في محاولات الاختيار الناجح وفرز الغث من السمين من مرشحين، والمناسب وغير المناسب له من برامجهم، هذا في الدول الديموقراطية، وعلى علمي في جميع الدول التي فيها انتخابات، بغض النظر عن عراقة نظامها الديموقراطي او بدائيته.
هنا في الكويت.. الوضع مختلف تماما، في واقع الامر ليس لدينا وضع ديموقراطي، بل حتى ليس لدينا انتخابات. فلا صراع حقيقي وواضح بين المرشحين، ولا هذا موال وذلك معارض. ولا هذا لديه برنامج يختلف فيه عن منافسه، فكما بيّنا في مقال الامس.. كلهم اصلاحيون وكلهم سيحاربون الفساد وسينقذون البلد.
على سبيل المثال، ليس لدينا من يقول ان الخطط الاسكانية للحكومة، وهذا ما يعني المواطن بالدرجة الاولى، ليس لدينا من يقول ان هذه الخطط سليمة وان الحكومة ناجحة في معالجة الوضع الاسكاني. وقس على ذلك، جميع القضايا الحادة التي تشكل الاهتمام الحقيقي للمواطن، جميع السياسات والقرارات الحكومية الخاصة بها، تلقى معارضة وانتقادا من كل المرشحين وبلا استثناء. ويمكن القول هنا انه ليس لدينا، على الاطلاق، اي مرشح يزكي اي سياسة او حتى قرارا حكوميا.
يعني وبوضوح كل مرشحينا معارضون. وليس لدينا مرشح موال واحد. او على الاقل ليس لدينا من يجرؤ ويعلن موالاته. لهذا فليس لدينا «انتخابات». لان الانتخاب يعني «الاختيار»، المفاضلة بين المرشحين. وهنا وبما ان جميع مرشحينا معارضون او «طقة واحدة» كما بينا بالامس. فان فرصة الاختيار لا تتوافر لدى المواطن.. وبالتالي ليس لدينا لا ديموقراطية ولا حتى انتخاب.