نعم.. غمض عينك وانتخب، او الافضل «غزِل بزِل» وانتخب، تبرئ ذمتك وتفك عمرك. فانت بهذا لن تخطئ الهدف، وبالتالي لن تخسر شيئاً على الاطلاق. فمرشحونا حتى الآن كلهم «طقة واحدة». ليس هناك فرق بين هذا وذاك. بين الملتزم وغير الملتزم. بين مرشح اول مرة وبين المعتق الذي ادمن الترشيح. شيخهم مثل فتاهم. ليس لديه شيء ولا علم ولا حتى حلم.. كل ما لدى مرشحي اليوم هو انتخبوني او «تكفون يا هلي». واذا سألت لماذا.. أي لماذا ننتخب حضرتك.. فستجد الاجابة واحدة وجاهزة لدى كل المرشحين. في واقع الامر فان اي مرشح منهم في امكانه الاجابة نيابة عن بقية المرشحين، ولن يعترض او يختلف احد. فكلهم مثل ما قلنا «طقة واحدة»، وكلهم حسب الزعم يريدون الاصلاح ومحاربة الفساد.
كل مرشحي هذه الانتخابات، وبلا استثناء، يريدون الاصلاح. وكلهم وبلا استثناء ايضاً لا يشير الى ما يريد إصلاحه. وطبعاً شعار محاربة الفساد يرفعه الى حد ما كل من في الكويت. مرشحون وغير مرشحين. ولا يمكن لاي تنظيم او جماعة، اياً كانت، ان تصدر بياناً او تعلن خطاباً دون ان يمر على الفساد وعلى ضرورة محاسبته. لكن ايضاً وبالطبع فان احداً لا يحدد لنا ما هو الفساد.. واين هي اماكنه، والاهم من هم الفاسدون. لا يمكن ان يكون هناك فساد من دون فاسدين، ولا يمكن ان يكون هناك فاسدون من دون ما هو فاسد. فمن هم الفاسدون واين ما افسدوه.
الاصلاح هو الآخر ليس افضل حظاً من دعوى محاربة الفساد. فاحد لا يشير الى الاعوجاج ولا الى اشكاله. قبل ان تصلح يجب ان تعرف او تُعرِف ما تنوي اصلاحه. اي ان تشير الى الاعوجاج.
في واقع الامر كل ما يشير اليه جميع الناس هنا هو «القصور». فحسب الاغلبية من الكويتيين، سياسيين وغير سياسيين، هناك قصور في كل شيء، وسبب هذا القصور وكما هو واضح وبلا عناء.. هو ان الناس هنا يريدون من الدولة ان توفر كل شيء، من الابرة الى الصاروخ، وان ترعى المواطن من المهد الى اللحد. وهذا وفي ظل تراجع اسعار النفط او خطورة تراجعها من المحال تفاديه هذه الايام.
لهذا في النهاية.. غمض عينك وانتخب، فمرشحونا جميعاً سواء، ومثل ما قلنا «كلهم طقة واحدة».. اي ان كلهم ما يعرفون كوعهم من بوعهم.