لست فقيها بالدين ولكنني أعرف من هو ربي الذي لا أشرك به شيئا، وأعرف من هو نبيي صلى الله عليه وسلم، وأطلب من الله أن يثبتني يوم السؤال من قبل منكر ونكير، وفي نفس الوقت لست درويشا يتحكم بي أي شخص قصر ثوبه وأطال ذقنه، ولكنني أقبل الفتوى ممن أثق بأنهم يحكمون بفتاواهم وفق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
فالله ميزنا كبشر عن سائر خلقه بأن جعل لنا عقولا نميز بها من يريد خدمة الإسلام والمسلمين ولا يريد عرض الدنيا، لذلك فإنني أشفق على من يستغل الدين للوصول لهدف دنيوي ولكن المصيبة الأكبر ستكون على الدعاة الذين يزكون من يطلبون الدنيا عن طريق الدين.
وأحسب أن هؤلاء الدعاة يحسنون الظن بمن يزكونهم أو يدعمونهم من خلال فتاواهم أو التصوير معهم، ولكن إن كانوا يعلمون أنهم جاملوهم على حساب مصالح البلاد والعباد فلن أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل، لأنهم استغلوا حب الناس لدينهم فأطاعوهم ليضلوهم.
وبما أنهم أعلم منا بأمور الدين فإنني أود أن يفتوني بأمر يقلقني، عن قسم أقسمته لإخواني وأبنائي وكل من يعرفني، بأن أفعل أمرا معينا ولكن حالت الظروف دون البر بقسمي وكلما طالبني أحدهم بالوفاء بقسمي أتهرب منه، فهل ستنطبق علي كفارة الحنث بالقسم؟
فقد سمعت أن كفارة القسم مبلغ عشرة دنانير كويتية، فهل أدفعها مرة واحدة، أم يجب علي أن أدفعها لكل من أقسمت له ذلك القسم ولا يخفى عليكم يا مشايخنا الأجلاء أن كثيرا من الناس قد مروا بمثل ما مررت به بأن اقسموا ولم يستطيعوا أن يبروا بقسمهم وننتظر إجابتكم عن هذه المسألة التي تؤرقنا جميعا لأن الكفارة قد تصل إلى نصف مليار دينار.
أدام الله من أفتانا بتلك المسألة وفق الكتاب والسنة حتى لا يسترخص الناس الحلف والقسم، ولا دام من يريد أن يفتينا حسب مصالحه الدنيوية الخاصة.