في عام 2013 عقد مؤتمر في «هرتسليا» بإسرائيل تحدث فيه جيمس وولزي R. James Woolsey Jr.، المدير السابق لوكالة الاستخبارات CIA، حيث ذكر فيه أن الغرب يخوض حرباً عالمية ثالثة مبنية على الدين، احد طرفيها المتشددون الدينيون، من شيعة وسنة، الذين يمتلكون مفاهيم مختلفة في ما يعنيه الجهاد، وما بعد الجهاد. وإن الإدارة الأميركية تجد صعوبة في التعامل مع الجهاد من منطلق ديني. فالدستور الأميركي يسمح بحرية العقيدة، وبالتالي هناك حيرة في الطريقة المثلى للانتصار على المتشددين الإسلاميين، ويرى أنه من الضروري البحث عن وسيلة للتحكم في سلوك شعوب وحكومات الدول المتشددة دينياً، وأن الطريقة الأفضل تكمن في قطع مصادر دخل هذه الدول، خصوصاً الراعية للإرهاب، ودفعها للإفلاس، ثم يمكن بعدها العمل على تغيير مفاهيمهم الدينية!
وقالت هيلاري كلينتون، المرشحة الأقوى لتولي منصب رئيس أميركا، في خطاب لها، إن المهمة التي تحتاج إلى الاهتمام هي منع انتشار التطرف الديني، ومواجهة محاولات «داعش»، والمنظمات الإرهابية الدولية الأخرى، ومنعها من التجذر في الولايات المتحدة وأوروبا. وقالت إنه حان الوقت لبعض دول الخليج وغيرها، وقف مواطنيها من دعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة. كما يجب على هذه الدول التوقف عن دعم المدارس والجوامع المتطرفة حول العالم، التي طالما ساهمت في وضع الكثير من الشباب المسلم على طريق التطرف.
وكرر المرشح دونالد ترامب لمنصب الرئاسة الأميركية، تهديداته لدول الخليج أكثر من مرة. وتعهد، في حال وصوله إلى سدة الرئاسة، باتخاذ إجراءات سيشكل تنفيذها قلقا حقيقيا لدول الخليج التي استهدفها بالكثير من اتهاماته.
هذه أمثلة ثلاثة عن نوايا الغرب تجاهنا، والتي لم تكن يوما بهذا الوضوح. وقد طال تجاهلنا لتلك التهديدات، ولم نأخذها حتى اللحظة على محمل الجد. فقد استمرت بعض حكوماتنا في سياسات التساهل، واستمرار خفض جناح الإذعان.
إننا بحاجة ماسة، وليس أمامنا الكثير من الوقت، إلى إعادة النظر فورا في خطابنا السياسي وموقفنا من القوى الظلامية المتخلفة. كما يجب على الدولة الإسراع في مراجعة المناهج الدراسية، ومراقبة دور عبادة كل أطياف المجتمع، فليس هناك فئة أقل خطرا من غيرها.
إننا بحاجة إلى أن نثبت لقوى السلام في العالم اننا معها، وأن نثبت لها، بما لا يقبل الشك، أننا لا نؤيد ولا ندعم اي منظمة إرهابية، ولا نسمح لمواطنينا بدعمها، ماديا او بشريا. فهل وصلت الرسالة؟
• ملاحظة:
يقول الروائي البريطاني جورج أورويل، 1903 – 1950، صاحب كتاب «1948»، وكتاب «مزرعة الحيوانات»، وهو واحد من أشهر الكتب في التاريخ: الشعب الذي ينتخب الفاسدين واللصوص والخونة والمحتالين، هو ليس شعبا ضحية، بل هو شعب متواطئ مع كل هؤلاء!