ما الذي يحدث في هذا العالم؟ ما كل هذا الجنون والرعب؟ أجزم أن الأمور إن استمرت على هذا المنوال، من القتل الجماعي والتفجير والقصف، فستكون الغابات هي المكان الأكثر أمناً للبشر، لا ينافسها إلا جبال تورا بورا وكهوف جنوب السودان وإيران.
والفلكيون يدلّعون المريخ ويطلقون عليه لقب “الكوكب الأحمر”. ويبدو أن كوكب الأرض انتزع منه هذا اللقب، فهو الآن الكوكب الأحمر الحقيقي، أو الأحمر الغامق. وها هي أوروبا تشتعل، من فرنسا جنوباً إلى ألمانيا شرقاً، ومن خلفها إسطنبول. والمسلمون الأوروبيون يا عيني تعبت أصابعهم من كثر كتابة بيانات الاستنكار، والسيد بان كي مون شعر بالقلق إلى أن شحبت وجنتاه، ودونالد ترامب يحسب أرباحه كما يحسب تجار المخدرات أموالهم، بوزن الربطة لا بعدد أوراق البنكنوت فيها.
ولك أن تمسك بخريطة الأرض، وتبحث عن أكثر النقاط احمراراً، ستجدها في المناطق التي تسيطر عليها إيران، سورية والعراق. فإيران تحب اللون الأحمر، وتصدر اللون الأحمر، الزعفران والدم، وكلاهما أحمر.
وإذا كان الأثرياء الماجنون يقيمون الليالي الحمراء، فإن الفقراء المتعبين يعيشون الأيام الحمراء. وكلٌّ له نصيبه من الاحمرار.
وكان الواحد، إن أغضبته حبيبته أو اسودّت الدنيا في وجهه لضيق ذات اليد، لجأ إلى أحد الجدران وكتب “يا دنيا يا بنت الكـ…”. واليوم، يغضب أحدهم لأتفه الأسباب، فيقرر الانتحار، ويأخذ معه في طريقه مجموعة من الأبرياء، الذين لا يعرفون سبب غضبته، ليصطحبهم معه في رحلة الموت والأشلاء والدماء.
ما الذي يحدث لهذا الكوكب؟ الإجابة: لعن الله الاستخبارات.