يبدو أن العشرات وربما الآلاف من الناس، ممن يختبئون وراء أسماء مستعارة أو يظهرون بصور وأسماء (لكنها ليست لهم)! -على امتداد أوطاننا- في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني بكل أنواعه، يستمتعون كثيرًا بالمشاركة الفاعلة والمكثفة في حفلات زار التخوين وكرنفالات التجييش ضد من يختلف معهم ليضعوه في خانة (الخيانة).
تلك ظاهرة في غاية الخطورة، ويشتد خطرها ويبلغ مداه، حينما تتحرك بعض الدوائر الرسمية لتعتبر حفلات الزار التخوينية وكرنفالات الاستهداف وكأنها مصدر (نقي وحقيقي) موثوق الدليل والقرينة، غير أن من اللازم هنا التأكيد على أن تشجيع هذه الممارسات من شأنه أن يضاعفها وبالتالي، فإن مخاطر الصدام والتناحر تنمو وترعرع في مجتمعاتنا التي لن تتحمل أكثر مما هي فيه اليوم من اشتعال إعلامي يخلط الحابل بالنابل، والداخلي بالإقليمي، في موجة طائفية دموية سوداء، لن يمكن صدها إلا من خلال مظلة (الوطن والمواطنة الجامعة) لكل الأديان والملل والطوائف والتيارات، موالاة كانت أم معارضة. متابعة قراءة كرنفالات «الخيانة» الماجنة