كل هذه المناحة في الكويت على إيش؟ على تمركزنا في ذيل دول العالم في التعليم والابتكار؟ وشنو يعني تمركزنا في الذيل؟ ما الذي يغضبنا في هذا، وكأنه نهاية العالم؟
أقول كما قلت سابقاً في برنامجي التلفزيوني المدفون “توك شوك”: صحيح أن مركزنا في مجموعة ذيل القائمة على مستوى العالم. وصحيح أن قطر تنافس دول العالم على المراكز الأولى. وصحيح أن دولة الإمارات تتبعها بفارق ليس كبيراً. وصحيح أننا ملوك ذيل القائمة الخليجية، بعد أن كنا سادة المركز الأول. وصحيح أن دولاً كثيرة من القارة الإفريقية، ومعها سريلانكا، التي بالكاد تجد ما يسد رمقها، تجاوزتنا في الابتكار وفي التعليم الأساسي والعادي. وصحيح أن أكثر المفكرين يربطون مستوى التعليم بمستوى صلاح السلطات في كل بلد… صحيح، كل هذا صحيح، لكننا، ولله الفضل والمنة، نتفوق على العالم كله بالأمن والأمان والطمان (أي الطمأنينة) وراحة البال.
ثم إننا نتفوق بأمور أخرى، كالبنية التحتية مثلاً. وإذا كانت قطر والإمارات تفاخران بمنافسة دول العالم المتقدم في التعليم والابتكار، فأتحداهما أن يفتتحا وصلة أسفلتية كتلك التي افتتحها وزير أشغالنا. وحتى لو استطاعتا افتتاح مثلها، لن تتمكنا من طلاء الرصيف بهذه الدرجة الناصعة من اللونين الأصفر والأسود. وهذا الميدان يا حميدان، وهذا الرصيف وهذا الأسفلت.
ولن نتوقف بالتحدي عند رصيف الوصلة وأسفلتها، بل سنرفع بيرق التحدي في مجال الأوبريتات، وهو المجال الذي تعمد المنتدى الاقتصادي العالمي التغاضي عنه، وراح يركز على التعليم والتنافسية وبقية الخرابيط، لأهداف صهيونية ماسونية شيطانية. ونتحدى، ككويتيين، كل دول العالم في إحضار الفنانين حسين الجسمي ونوال وأحلام ونبيل شعيل في احتفال واحد. وكثر الكلام يقل المعرفة. وهذا الميدان يا حميدان.
واليوم يعاني مستشفى العدان تقشّراً في جلده، ويبدو كأنه من أطلال الحضارات القديمة. وستقوم الحكومة، بإذن الله وبعزيمة وزيرها والدعم الشعبي، بطلائه خلال السنتين أو الثلاث القادمة، وستقرر الحكومة استبدال مكيفات المستشفى الحالية، التي تبث هواء حاراً، بمكيفات جديدة تبث هواء بارداً كالنسيم. وسنحتفل جميعاً بالانتهاء من هذه المهمة، وسنحرق أكباد الحاقدين علينا. وليسقط المنتدى الاقتصادي العالمي، وتسقط عمته.