عيدكم مبارك…
نفرح ونصفق لوزارة الداخلية، ونتحول إلى جمهور ملعب، إن هي نجحت في ضرباتها الاستباقية، وحافظت على أرواح الناس وممتلكاتهم، وشعورهم بالأمن.
لكننا سنتحول إلى جمهور هُزم فريقه في النهائي، إن صاحبَ هذا الإنجاز طيشٌ إعلامي، وغشامة، واستعجال، واستعراض فارغ؛ فنضرب الدمعة بالدمعة، والحزن بالحزن، ونتمتم بما لا يجيزه القانون.
وتتحول دموعنا إلى نواح، ويتحول حزننا إلى بؤس، إن اكتشفت “الداخلية” خطأها فلم تعتذر، بل كابرت، وأخذتها العزة بالإثم.
يا سادة يا كرام يا مسؤولي وزارة الداخلية، في الأمن والإعلام الأمني؛ من تنشرون صورته في وسائل الإعلام، باعتباره مجرماً تم القبض عليه قبل أن يقتل الناس، سيُحكم عليه شعبياً بالإعدام الاجتماعي، وسيفر منه أقرب الأقربين، ويُعزل كالمجذوم، ويُعزل أهله معه… ومن يلوم الناس في عزله والفرار منه والابتعاد عنه وعن أهله؟ هذه هي طبيعة البشر ونواميس الحياة.
حتى وإن اعتذرت “الداخلية” عن الخطأ تجاهه، لن يعود “زجاج سمعته” ولا “زجاج مشاعره” كما كان، فالزجاجة “كسرها لا يُجبرُ” كما يقول الشاعر. أقول حتى إن اعتذرت “الداخلية” وبقية الجهات المسؤولة عن الخطأ تجاهه فلن يعود كما كان، فما بالك إن كابرت “الداخلية”، وهي التي تملك بيديها كل السلطة والنفوذ، وزجّته في أمر لا شأن له به، كما حدث في سورية مع الشاب المسيحي السوري مصطفى خليفة، الذي حُبس في عهد حافظ الأسد أحد عشر عاماً في سجن تدمر بلا محاكمة، بحجة انتمائه إلى الإخوان المسلمين. الكل تخلى عنه، حتى عمه تخلى عنه خوفاً على منصبه الكبير في الداخلية، وعلى نفسه.
لسنا هنا في “بعث الأسد”، بل في الكويت. لذا، إن شعرتم، يا مسؤولي الداخلية، بأنكم أخطأتم في حق أحد فاعتذروا برأس مرفوع، فالاعتذار من شيم الواثقين بأنفسهم، كما فعلت الشرطة الأميركية قبل يومين تجاه المواطن الإماراتي.
العمل يُنتج الخطأ، حتى العمل العادي، البعيد عن المخاطر، فما بالك بالعمل الملتصق بالإرهاب والقتل والتفجير والتسليح وغيره. لا شك سينتج عنه بعض الأخطاء هنا وهناك، والناس معكم، لكنهم (أي الناس) يحتاجون إلى الشفافية والصدق مع النفس قبل الآخرين، كي يستمروا في دعمكم وتشجيعكم ضد فريق الإرهاب والإرهابيين.
وحمى الله الكويت وأهلها، ولعن “داعش” وخلاياها و”حزب الله” وكل الخونة المكشرين عن أنيابهم لنهش هذا البلد المسالم.