هل يعقل أن تكون صدفة ! حصار في غزة ، وحصار في تعز ، وحصار في مضايا ، وحصار في الفلوجة ، وحصار في بورما وأفريقيا الوسطى ، وحصار شامل وممنهج على جميع الأقليات المسلمة في الهند والفلبين والصين وبنغلاديش ، وكثير من الدول في العالم الإسلامي والغربي يضطهد ويجوع فيها المسلمون بدم بارد ولا يعلم بحالهم سوى الله .
ونحن على يقين تام بأنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال ممارسة جرائم تجويع المسلمين أو غيرهم من الأجناس المختلفة ، بل حتى لا يجوز ممارسة التجويع على الحيوان ، وذلك كما جاء في الحديث الشريف ، ” عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه ، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : عذبت إمرأة في هرة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ، لا هي أطعمتها ، ولا سقتها ، إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من حشاش الأرض ” متفق عليه .
وعليه فإن الشرع نهانا عن القيام بقتل البهائم بغير حق ، فكيف بحال من يقتل الإنسان عن طريق تجويعه حتى الموت ، فما يجري اليوم من سيناريو أعمال التجويع اللاأخلاقي الذي ينفذ على إخواننا المسلمين في العالم ، ما هو إلا صورة بشعة ومزرية تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل وبعض المرتزقة الذين يعدون أنفسهم من المسلمين ، فممارسات التجويع الشامل التي بدأ مفعولها بالظهور على أغلب المسلمين في العالم كالتجويع عن طريق الغذاء والدواء وكل متطلبات الحياة يراد به إركاع المسلمين ، وكسر شوكتهم ، والنيل من عزيمتهم .
قالت كيونغ وا كانغ مساعد الأمين العام للشئون الإنسانية ، ونائب منسق الإغاثة في حالات الطواريء ” لا يمكن المبالغة بشأن وحشية هذا التكتيك القائم على حصار المدن والقرى المدنية ، وهذا أمر غير مقبول وغير معقول ، ولا يمكن أن يكون هناك أي سبب أو منطق أو مبرر لمنع المساعدات من الوصول إلى المحتاجين ، أنه إنتهاك خطير للقانون الدولي ، ويجب أن يتوقف على الفور ” .
فما يحصل في تلك الدول من إضطهاد وتجويع بحق المسلمين يعد كارثة إنسانية كبرى بحق المليارات من البشر والمنظمات الدولية والإنسانية ، ويعد كذلك من الجرائم النكراء والخيانة العظمى التي تستحق أقسى العقوبات ، والسؤال أين ذهب دور وسائل الإعلام العربي والغربي ؟ هل أصبح همهم برامج التوك شو والفضائح والمباريات لإلهاء الشعب المسلم ؟ أم إنهم تجردوا من الأخلاق والمباديء والقيم الإنسانية ! ألا تعتبر ممارسات التجويع التي تمارسها أمريكا وإسرائيل على الأقليات المسلمة في العالم مخطط إرهابي ممنهج على مستوى ” عصري ” يراد به تطبيق سياسة الإنتقام والذل والقسوة على المسلمين !
وأخيرا يجب علينا كمسلمين أن نتحد ونتوحد لإنقاذ ما تبقى من كرامتنا وعزتنا الإسلامية ، وأن نقف صفا واحدا لبذل كل ما في وسعنا لإنقاذ إخواننا في الدين والعقيدة ، والدفاع عنهم بكل السبل المتاحة ، وإمدادهم بالمساعدات التي تقيهم من الجوع والموت ، كإبراز وإظهار أعمال جمع التبرعات عبر وسائل الإعلام المختلفة ومشاركة معاناتهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة .