منذ أيام مضت هلت علينا ذكرى إستشهاد الداعية والمجاهد الشيخ أحمد ياسين المناضل في سبيل رفع راية دولة فلسطين ورئيس المجمع الإسلامي في غزة ، ومؤسس حركة حماس الإسلامية في فلسطين ، ولد الشيخ أحمد ياسين في قرية تسمى جورة التابعة لقضاء المجدل في يونيو 1936 ، وعمل ياسين مدرسا للغة العربية والتربية الإسلامية ، ثم عمل خطيبا ومدرسا في مساجد غزة حيث أصبح أشهر خطيب وداعية إسلامي عرفه قطاع غزة ، وذلك لجرأته وقوته ودفاعه عن الحق الفلسطيني ولمواجهته أيضا جنود ومجرمي الإحتلال الصهيوني الغاشم .
وفي أوج شبابه أصاب الشيخ أحمد ياسين شلل رباعي إثر إصابته بحادث أثناء ممارسته الرياضة ، وصبر على هذا المرض العضال الذي أقعده على كرسي متحرك ، ورغم حالته الصحية المتدهورة إلا أنه لم يطأطئ رأسه للعدو الإسرائيلي ، بل وشارك في المظاهرات والإحتجاجات للتنديد بالممارسات الوحشية والإجرامية للكيان الصهيوني ، واعتقل عدة مرات متتالية وسجن ، ولكن إصراره على النصر وعدم الهزيمة والإستسلام جعلته قدوة رائعة يحتذي بها كل أهل فلسطين .
وفي عام 1987 أبرم الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة على تأسيس وتكوين تنظيم إسلامي لمحاربة ومقاومة الإحتلال الإسرائيلي البغيض ومواجهه الظلم والعدوان القابع على شعب فلسطين ، وأطلق على هذا التنظيم ” حركة المقاومة الإسلامية والتي تعرف حاليا بإسم حركة حماس الإسلامية ” ، وكان هذا التنظيم له الدور الفعال في إنطلاق شرارة الإنتفاضة الفلسطينية ” إنتفاضة المساجد ” ، ومنذ ذلك الوقت أصبح الشيخ أحمد ياسين الأب الروحي والزعيم الأوحد لحركة حماس الإسلامية .
ومن أقواله الخالدة التي لا تنسى وحفرت في قلوب جميع المسلمين ” لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نعترف بإسرائيل وهي تغتصب أرضنا وحقوقنا ووطننا وتاريخنا ” وكذلك مقولة ” إننا طلاب شهادة ، لسنا نحرص على هذه الحياة ، هذه الحياة تافهة رخيصة ، نحن نسعى إلى الحياة الأبدية ،
ومع ذلك نحن سائرون على الدرب نحن طلاب شهادة ، طلاب جنة عرضها السموات والأرض” ، وأيضا ” المؤمنون يستمدون زادهم من ربهم أولاً، ومن دينهم ثانيًا ، ومن دعم أهلهم واخوانهم ثالثًا وينتظرون النصر ” وأيضا ” العدو يعتبرنا كلنا إرهابيين ولو قدر سيغتال الشعب الفلسطيني كاملا فهو يريد أرضاً بلا شعب ، فلا يهمنا أي تصنيف ، في التاريخ الإسلامي كانوا يقولون عن الرسول صل الله عليه وسلم إنه كاذب وساحر فهل كانت حقا فيه هذه الصفات ، لكنه صبر وتحمل وجاهد وفي النهاية انتصر الإسلام ، ونحن نحمل راية الحق ، فنحن أصدق الناس في العالم ويهمنا السلام فأنا لا أحارب اليهودي لأنه يهودي أو لأنه يعيش في فلسطين ففي مصر يعيش اليهود والنصارى مع المسلمين ولم يحاربوهم ، لكن لو أخي أخذ بيتي سأقاتله فأنا أقاتله من أجل حقي الذي أخذه مني وليس لأنه يهودي ففي الأصل نحن واليهود أبناء عم فإسحاق أخو إسماعيل عليهما السلام ، لذا فأنا أقاتل اليهودي من أجل استرداد حقي وليس لأنه يهودي ” .
أستشهد الشيخ أحمد ياسين فجر 22 مارس 2004 أثر قيام مروحية الأباتشي الإسرائيلية بإطلاق ثلاث صواريخ على الشيخ المقعد في مسجد المجمع الإسلامي ، حيث تكالبت قوى الشر الإسرائيلية على قتله رغم شيخوخته ومرضه وضعف بصره ، نعم غادرنا الشيخ أحمد ياسين تاركا بصمة لا تمحوها تجاعيد الزمن ، وسيبقى إسمه خالدا ومباركا في ذكرى أمتنا العربية والإسلامية .