ترسل المدارس الابتدائية سنويا «كوارث» لمدارس المرحلة المتوسطة على شكل طلبة شبه أميين إن لم يكونوا أميين بالكامل.
بل الكثير منهم يتم تشخيصه خطأ بالإصابة بمتلازمة صعوبة التعلم الديسلكسيا بالغلط، وذلك لعدم قدرتهم على استيعاب مناهج «المتوسطة».
وهو تشخيص خاطئ وظالم بحق هذا الطالب المسكين الذي لم يتلق تعليما مناسبا في «الابتدائية» وتم ترحيله للمرحلة المتوسطة ببركات النظام التعليمي الذي يتعامل مع المرحلة الابتدائية كأنها مرحلة الهدف منها فقط توصيل هؤلاء الطلبة لـ«المتوسطة» فقط.
ولا ينجو من الظلام والجهل في تلك المرحلة إلا من سخر الله له أماً مثابرة هي في رأيي بطلة الأبطال.
تعود من عملها وأول أمر تعمله بعد وجبة الغداء واستراحة قصيرة بفتح حقيبة ابنها أو ابنتها الدراسية وتبدأ مع طفلها بالتعليم الحقيقي الذي لم يحصل عليه خلال بقائه 6 ساعات في المدرسة.
ولكم أن تتخيلوا الجهد الخارق لو كان لديها طفلان أو ثلاثة في «الابتدائية».
والنوع الثاني من الأطفال الذين يأتون لـ«المتوسطة» وهم مؤهلون وجاهزون لها هم من «اشترى أبوهم دماغه» وأحضر لهم مدرسين خصوصيين في المواد الرئيسية.
والبطل في هذه الحالة هو المدرس الخصوصي الذي يقوم بإدخال المعلومة إلى رأس الطفل في ساعتين، بينما عجزت المدرسة عن ذلك في نفس كمية المعلومات خلال أسبوع كامل.
غير هذين الأمرين اللذين شرحتهما فإن هذا الطفل المسكين ما لم يرزقه الله بعقلية نابغة فإن مصيره هو الضعف التعليمي الذي سيتراكم عليه في المرحلتين المتوسطة والثانوية هذا إذا وصل للثانوية.
لذلك كان لسان حال متفوقي المتوسطة والثانوية هو «شكرا أمي المثابرة البطلة وشكرا للأساتذة الخصوصيين الذين أنقذوني من الخلل التعليمي في المرحلة الابتدائية».
أما مدرساتي وأساتذتي الأفاضل في المرحلة الابتدائية فالله ثم أولياء أمور الطلبة يعلمون أنكم من أفضل الأساتذة في العالم، لكنكم مثلنا ضحايا نظام تعليمي مصاب بأمراض عديدة ومزمنة نظام يضع المدرسة والمدرس تحت رحمة مناهج مليئة بالحشو من الغث والسمين.
نظام تعليمي يضع 30 طالبا وطالبة في حجرة صغيرة ويطلب من المدرس والمدرسة جذب انتباههم! نظام لا يتعامل بجدية وصرامة مع طلبة لم يتلقوا أي نوع من التربية في بيوتهم ويترك المدرس والمدرسة وحدهما أمام هذا النوع من البشر فيصيبهما ما يصيبهما من سب وشتم وأحيانا تعرض للضرب.
ولو لمست أي واحد منهم انقلب العالم كلهم ضدك وأولهم إدارتك المدرسية التي لم تقم بمسؤوليتها بتنظيف الجسم التعليمي من هذه الأشكال.
نظام يضع المدرس والمدرسة أمام نصاب تعليمي يصل في بعض الأحيان إلى 4 حصص في اليوم.
ومطلوب منهم المراقبة والمناوبة ودرس نموذجي «تقط ربع راتبها عليه»، وأيضا هناك الشعور بعدم الأمان في تلك المدارس التي لا يخلو أي يوم فيها من 4 أو 5 هوشات كبيرة غير ما يجري داخل الفصول، مما يجعل الطالب في حالة رعب وقلق دائم وانتباهه مشتت بسبب عدم إحساسه بالأمان في المدرسة، وطبعا هناك التقصير الفضيحة في مجال التغذية للأطفال في الابتدائية فلا وجبات صحية تقدم لهم وما يباع في المقاصف يصل لحد الجريمة الصحية بحقهم.. وهذه فقط أمثلة بسيطة لأمراض النظام التعليمي في المرحلة الابتدائية في الكويت والتي بسببها يرجع الطالب من المدرسة وكأنه لم يذهب إليها.
٭ نقطة أخيرة: أول خطوة في إصلاح المرحلة الابتدائية هي الاستماع لصوت المدرسين والمدرسات في هذه المرحلة.
تجاوزوا المستشارين والموجهين والنظار ورؤساء الأقسام واذهبوا مباشرة إلى من هم على الجبهة مباشرة، فهم من سيدلونكم على أول طريق الإصلاح.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً