يميل الكثير من المتأسلمين لنعت الليبراليين بمختلف الصفات السيئة. وسنتقبل ذلك منهم من منطلق «إن أتتك مذمتي…»! ولكن ماذا عنهم، هل هم صادقون في كل ما يرد على لسانهم، أو تسطره اقلامهم الصدئة؟ الحقيقة غير ذلك تماما.
ففي كليب ديني قامت جهة ببثه على وسائل التواصل الاجتماعي ينسب فيه مقدمه أن النبي داوود – ولا نعرف مدى صحته – قال: اللهم يا من يرزق النعاب في عشه! والنعاب هو فرخ الغراب، عندما يفقس عن البيضة، وهنا يكون «شحمه أبيض»، فتنكره امه بسبب لونه الذي لا يتوافق مع سواد الغراب، فلا تطعمه، فيرسل الله له «البق»، وهو نوع من الدود، فيقف في منقار الفرخ الصغير، فيلتقمه هذا ويقتات منه حتى ينبت «شعره»، ويسود لونه فيألفه ابواه الغرابان ويقبلان عليه(!!)
لإحساسي بأن ما ورد في الكليب مخالف للطبيعة، إضافة إلى ما تضمنه الكليب من أخطاء علمية، قمت بالاستعانة باليوتيوب عن كيفية إطعام الغراب لفراخه، فوجدت أنه لا يختلف في تصرفه عن أي أم أو أب مع صغارهما أو فراخهما، حيث يقوم الغراب باطعام فراخه من منقاره مباشرة، فور خروجها من البيض، وبالتالي كل ما ورد في الكليب من استهجان الغراب من لون شحم فراخه غير صحيح. كما أن البق حشرة وليس دودة. كما أن الطيور ينبت لها ريش لا شعر، وفراخ الغراب تمتاز بلون جلدها الوردي، وليس بلون «شحمها الأبيض» كما ورد في الكليب الخرطي.
واضح أن هذا الفيلم الذي أريد له أن يكون «وثائقيا، ودعائيا دينيا» خرج عكس ما يراد له، بركاكة موضوعه واخراجه، وما تضمن من أخطاء قاتلة، وبالتالي من أنتجه لم يقصد من ورائه غير الكسب المادي، فما الفائدة التي تحققت من تضمينه كل ذلك الكم من التلفيق.
وفي مقال نشر على وسائل التواصل، ورد على لسان كاتبه بحقي أنني سبق أن وصفت نفسي بـ «شيخ المثقفين» وهذا كذب بواح. كما قال انني سبق أن ادعيت بأنني أكتب مقالاتي منذ خمسين عاما، وهذا أيضا كذب، وشرف لم أدعه يوما. وعاد وذكر في مقال تال انني قلت في مقال لي إن حزب الله حزب مسالم ولا خوف منه، وهذه كذبة ثالثة ممن يدعي الانتماء إلى حزب الإخوان المسلمين! ويكرر تساؤله عن رأيي ورأي الزميل علي البغلي في حزب الله وفي موقفنا من احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث!
وبالنيابة عن نفسي وعن زميلي أقول له مت بغيظك، وحرك «قاعدتك»، وقم بالبحث في أرشيف القبس عن سابق مواقفنا في ما يتعلق بهاتين المسألتين، وقم بالرد علينا، فنحن ارفع من أن نرد عليك مباشرة. كما نقول لك إنه بدلا من طرح هذه الأسئلة السخيفة ألم يكن من الأجدر التساؤل عمن يقف وراء كل هذا الإرهاب الذي يضرب العالم ويؤثر حتما في حياتنا وحياة ملايين العرب المسلمين في أوروبا، ومسؤولية حزبك الإرهابي، وأفكار البنا وسيد قطب، في خلق كل منظمات الإرهاب التي نعرفها الآن؟