مع كل عملية إرهابية، في أوروبا خصوصاً، يتناول العرب المقيمون في أوروبا أقلامهم وأوراقهم ليحسبوا خسائرهم، ويراقبوا أسهم حياتهم وهي تتهاوى أمام أعينهم على شاشات الأخبار، ويحتضن بعضهم بعضاً خوفاً على حياتهم وحياة أبنائهم ونسائهم من متطرفي أوروبا الغاضبين، المدعومين، أحياناً، إعلامياً.
ومع كل عملية إرهابية، في أوروبا خصوصاً، يحك كل ديكتاتور عربي جبهته ليفكر في تصريح، أو تصرف، يمكن أن يُظهره بمظهر الإنسان المتحضر، العاشق لزقزقة العصافير، المتألم لهول الفاجعة، المنزعج من ثقافة شعبه، الداعي إلى السلام والتعايش، الساعي إلى قمع “الإرهاب”، لكن اااااخ لو تقف معي أوروبا وأميركا، وتثبّت كرسيي، ولا تؤذيني بهرطقات حقوق الإنسان ومنظمات العفو وبقية الخرابيط.
ومع كل عملية إرهابية، في أوروبا خصوصاً، تنطلق الماكينة الإعلامية الطائفية والحزبية بأقصى سرعتها، لتؤكد للعالم أن الفكر السلفي فكرٌ دموي، في حين أن بقية الأفكار والمذاهب “مودرن”، وترقص على أغاني مادونا، وتحتفل بعيد الأم، ولا تقتل إلا العرب.
ومع كل عملية إرهابية، خصوصاً في أوروبا، نجد أنفسنا، نحن الشعوب العربية، تحت قصف إعلاميّ عنيف من وسائل إعلامنا العربية. ونجد أنفسنا مطالبين بالوقوف في الشارع كي نشق الجيوب، ونصرخ بالصوت العريض: “أقسم بالله ما نعرف الإرهابيين ولا لنا علاقة بهم”.
ومع كل عملية إرهابية، خصوصاً في أوروبا، يتبسم دونالد ترامب، المرشح الرئاسي الأميركي، من أعماق قلبه، ويتقدم خطوات لكرسي الرئاسة، في حين يرتجف الكوكب رعباً من مستقبله تحت عصا ترامب.
ومع كل عملية إرهابية، خصوصاً في أوروبا، تضيق الأرض على المظلومين، ويزداد الجوعى جوعاً، والسفاحون بطشاً، والأجهزة الأمنية العربية تنكيلاً بشعوبها.
ومع كل عملية إرهابية، خصوصاً في أوروبا، تغلق أجهزة الاستخبارات ملفاً، وتفتح ملفاً جديداً لعملية جديدة، مشابهة للعملية السابقة، وتبحث عن إرهابيين جدد.