لماذا قبلنا بدور الوساطة؟
بعدما اعلنت صحيفة محليه يوم الاحد الماضي بأن الكويت بدأت لعب دور الوساطة بين دول الخليج من جهة وايران من جهة أخرى بعد زياره سرية لوزير الاستخبارات الايراني محمد علوي الى الكويت سلم خلالها القيادة السياسية رساله من الرئيس حسن روحاني مضمونها رغبة القيادة الإيرانية فتح صفحه جديده مع دول الخليج، بدورها نقلت الكويت هذه الرسالة الى باقي دول الخليج الخمس، كل دولة تُحضر ردها على هذه الرسالة.
الوساطة لا تعني الحياد، ايران تعلم ذلك جيداً، الكويت تربطها علاقة جيده بإيران، وعلاقة مصير مشترك بالأشقاء الخليجيين، الوساطة هنا تعني اختيار الطرف الذي يلاقي قبولاً من الطرفين.
نحن والايرانيين نستنزف ثرواتنا في حروب بالوكالة في اليمن، سوريا، العراق، سال الدم فيها من كل عرق ولون، تحولت فيها الخلافات المذهبية الى صراعات وحروب لن تنتهي بطرف رابح له المجد وآخر خاسر له الويل، بينما هناك خاسر و هناك خاسر اكبر، الجميع يتجرع الويلات، المستفيد الاوحد هو طرف ثالث متربص بأمن المنطقة واستقرارها، من هذه المنطلقات تحتم علينا قبول دور الوساطة.
أراء كثيره تتحدث عن تناقض او شيزوفينيا مصابه فيها ايران، حيث ان الخطاب المتسامح للرئيس روحاني لا يعكس افعال بلده التي دست انفها في كل مالا يعنيها وعاثت في الارض فساداً.
علينا ادراك الحقيقة التي ادركها الغرب مؤخراً.
في يناير الماضي بعد توقيع الاتفاق النووي بيومين، اعترضت البحرية الايرانية زورقين حربيين امريكيين بتهمة انتهاك المياه الإقليمية الإيرانية وقامت بتصوير الجنود التسعة وهم راكعون وايديهم فوق رؤوسهم، تجلى امامنا مشهد في منتهى الاذلال للجنود الامريكيين، ضربت ايران بعرض الحائط اتفاقات دولية ابرمتها في فيينا تنص بعدم تصوير اي دولة جنود اخرى واذلالهم امام عدسة الكاميرات، بعدها خرج وزير الخارجية الامريكي جون كيري بتصريح يستحق الوقوف عنده والتفكير، قال فيه كيري «انا غاضب جداً، الحرس الثوري هو من قام بهذا الفعل وليس الحكومة».
الحقيقة هي ان تناقضات ايران تعكس حقيقتها المنقسمة داخلياً، الصراع في ايران بين دول داخل الدولة الواحدة، دولة الحرس الثوري المستبدة الداعمة للإرهاب والإرهابيين مهما كان عرقهم، ودولة الاصلاحيين المنفتحين على توطيد العلاقات مع الغرب والجيران، تصاعدت نيران هذا الصراع مؤخراً بعد الانتقادات الاذعه التي وجهها الرئيس روحاني الى المرشد الأعلى، حيث طلب الأخير من اعضاء مجلس الخبراء اختيار المرشد القادم بشرط ان يكون «ثوري»، كان رد روحاني «ما الجدوى من قول انا ثوري؟ لماذا لا نسعى لاراحة الناس».
العمل على استراتيجية جديده اتجاه ايران مستمده من هذه الحقيقة، ثم البدأ بالحوار الهادئ مع الحكومة الايرانية لإزاله الخلافات والانطلاق نحو مستقبل جديد في العلاقات العربية-الإيرانية من منطلقات دينية تقتضي احترام الجار وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.