لا أعتقد أن هناك مواطناً واحداً راضيا تماما عن أداء وزارة الداخلية، ولا حتى الوزير أو وكيل الوزارة، اللذين حتما يسعيان الى أن تكون أفضل.
لا يعود وضع الوزارة غير المرضي عنه لممارسات السنوات القليلة الماضية، بل لعقود من الاهمال والسياسات الخاطئة، إضافة الى بعض عادات وتقاليد المجتمع المتخلفة التي فرضت نفسها على سياسات التعيين فيها، هذا غير محاولات الحكومة تاريخيا كسب الولاء من خلال التعيين في الشرطة، بصرف النظر عن الكفاءة، وفوق ذلك النظرة غير المريحة لممتهن العسكرية، والتي دفعت الكثير من الكفاءات للابتعاد عنها.
ويقال إن من يلتحقون بالسلك العسكري أو الدعوي الديني هم عادة من الذين لم يوفقوا في دراساتهم الأخرى، وبالتالي اختاروا أسهل الطرق، وكان الجيش والشرطة والمعاهد الدينية بانتظارهم. وما ينطبق على مواطني الدول المتخلّفة، ينطبق على غيرها، ولكن الأمر مختلف في الدول الغربية، وخاصة بالنسبة الى شاغلي الوظائف القيادية، حيث أصبحنا نرى، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، التحاق أفضل العقول بالجيش والشرطة، والتحاق أصحاب الشهادات العليا بالسلك الكنسي.
ما رأيناه مؤخرا في الكويت، من توظيف لنخبة رائعة من الفتيات في سلك الشرطة، وبعضهن من حملة الشهادات العالية، أمر جميل ويحسب لقيادة الداخلية، ونتمنى أن نرى توسعا في هذا الأمر، من خلال تطعيم الجهاز بعناصر ونوعيات افضل، وهي موجودة وراغبة في العمل، ولكن بعض السياسات تعيقها. كما أن التوسع في تعيين حملة الشهادات الجامعية كعسكريين، سوف يحسن كثيرا من أداء الداخلية، فجزء كبير من ضعف ممثليها في الشارع ومع الجمهور يعود الى ضعف النوعية، وشبه غياب الرقابة عليهم.
أما السلك الدعوي الديني، فحدث ولا حرج! فعلى الرغم من أن وظيفة مؤذن او إمام المسجد لا تأخذ ممن يمارسها أكثر من ساعة في اليوم، فإن دورهم في المجتمع شبه معدوم، مقارنة بدور رجل الدين في الدول المتقدمة. حيث نرى الأخير يقوم بزيارة السجون مثلا ويقدم النصح والمساعدة لفئة كبيرة من المحتاجين. كما نجد لهم دورا اجتماعيا في مجالات عدة، والأمر لا يتطلب غير تغيير بسيط في العقليات.
والمؤسف أن نرى لبعض رجال الدين لدينا ـــ المسيّسون منهم بالذات ـــ دوراً سلبيا، وخاصة في ما يفتون ويصرحون به من غريب الأقوال، التي عادة ما يكون لها رد فعل سلبي لدى من يصدقها، ثم يكتشف خطأها.
وهناك أيضاً النائب الذي غرّد قائلا إن انتشار التطرّف والإرهاب سببه إزالة أميركا لصدام. فردت عليه رغد صدام حسين.. شاكرة!