لا أعرف مكونات العلكة، أو لنقل إنني لا أريد أن أبحث عنها حتى لا أصدم بها، ولكنني أعرف أنواعا كثيرة من تلك العلكة التي لا يوجد إنسان لم يتناولها، سواء أدمن عليها أو أنه لم يستسغها لسبب ما.
فهناك أنواع يقال إنها علكة طبية وتساعد في محاربة تسوس الأسنان، وهناك علك أبوسهم، وعلك أبوقطو، وعلك أبوسيف، والشيء الغريب أن اغلب أسماء العلك هي أسماء ذكورية، ولم أسمع بعلك يحمل اسما أنثويا مع أن النساء هن اكثر من «يتعلكون» .
أغلب أنواع العلك تحمل نكهات مثل الدارسين والنعناع ونكهات أخرى، وبعد دقائق من المضغ تختفي تلك النكهة وتصبح مجرد مادة مطاطية في الفم ليس لها فائدة إلا كونها مادة لاصقة قد تستخدمها بلصق بعض الأشياء على سبيل المزاح، ولكن هناك نوعا واحدا يطلق عليه البعض اسم علك مائي أو علك بصري، ولا يوجد به أي طعم ويقال إنه يفرز ماء في الفم.
التعلك مشابه تماما لعملية «التجرر» التي تمارسها بعض الحيوانات التي يطلق عليها اسم «المجترات» كالبقر والماعز ومن اجتر مثلها من الظباء والغزلان، وقد اكتشفت أن هناك بعض الشخصيات السياسية سواء من الرجال أو النساء ليس لديهم أي مهنة إلا التعلك.
فتجدهم يتصيدون الأخطاء حتى لو كانت بسيطة وغير مقصودة ويجترون ويتعلكون بها، حتى تعتقد أنهم أحد تلك المجترات، وسأترك لكم مهمة اكتشاف ما إذا كان هذا الشخص من البقر أو الماعز، ومن يكتشف أنني أقصده فلا يغضب فإن خالقه وخالق المجترات واحد.
أدام الله المجترات الحيوانية لنتمتع بلحومها، ولا دامت المجترات البشرية التي جعلتني أكتب عنها هذا المقال.