في لقاء نشر على «الاتحاد» الإلكترونية، حاور حسن عبدالله، السياسي الكويتي إسماعيل الشطي، واصفاًَ إياه بـ«المفكر والقيادي السابق في التنظيم الدولي للإخوان، والوزير السابق ومستشار رئيس الوزراء الكويتي، الذي ترك تنظيم الإخوان عام 2005 إثر خلاف تنظيمي وفكري»، والذي فاجأ الساحة السياسية بكتابه عن علاقة الإخوان بالدولة الحديثة، والذي كشف فيه أن حكمهم سيكون كارثياً على البلاد التي ستسلم لهم، وأنهم في الحقيقة، وهذا ما سبق أن ذكرناه في عشرات المقالات والمقابلات، لا يمتلكون حلولاً للكثير من المشاكل.
وبالطبع، لم يخرج السيد الشطي في كتابه عن الإصرار على حقيقة عدم وجود نموذج دولة لدى الإسلاميين، ومنهم الإخوان، وبالتالي قدّم لهم نموذجه في كتابه، آنف الذكر، الذي طالبهم فيه، بطريقة غير مباشرة باتباع توصياته لإدارة الدولة الحديثة، وهو هنا لم يخرج عن محاولات غيره غير الموفقة، ومنهم الغنوشي!
وقال الشطي في اللقاء إن الإخوان في اجتماعاتهم، التي كان يحضرها، وإلى اليوم، يعترفون بأن نموذج الحكم الذي يحلمون به لم يجهز أو يحضر بعد. وبالتالي، فإن حكم الإسلاميين الآن للشعوب التي اختارتهم (تاريخ المقابلة يعود إلى يوليو 2013) في ظل عدم وجود مشروع لهم هو مغامرة غير محسوبة العواقب. ويقول إنه يعتقد أن الإسلاميين في الدول التي حكموها بشكل كامل، أو بشكل جزئي، التزموا بالدولة العلمانية، أو المدنية. فالدستور المصري الجديد هو لدولة مدنية، وكذلك تونس وليبيا، والمغرب الذي يعمل الإسلاميون فيه ضمن وضع دستوري ملكي قائم. وقال إن الإسلاميين، شاءوا أم أبوا، سيجدون أنفسهم مضطرين إلى القبول بشعار أردوغان: إسلاميون يديرون دولة علمانية. وقال إن من الظلم اختزال الإسلام في موضوع قانوني اسمه الشريعة، وبالتالي فقد فشل الإخوان في حكم مصر بسبب قلة الخبرة، وفشلهم في إقامة علاقات صحيحة مع النخبة.
وقال إنه ترك تنظيم الإخوان لكي يخرج من ضيق تعليماتهم لرحاب الحرية الفكرية. فهم أخبروه بأن من يرد أن يعبر عن آرائه الخاصة بحرية، فليتفضل بالخروج، فخرج! ومعروف أن الإخوان، مثلهم مثل أي تنظيم دكتاتوري، يؤمن بالطاعة المطلقة للزعامة، والإيمان بأن الآخرين على باطل، والمخالف لهم «مخه ضارب»!.
وقال الشطي إنه يؤيد ابتعاد الإسلاميين عن السياسة والتفرغ للدعوة وأعمال الإغاثة؛ لأن المسرح السياسي الحالي لم يعد يتحملهم، وأن يتحوّلوا لـ«قوة ضغط» وليس إلى حزب.
وهنا، نتمنى على الإخواني المتحذلق، الذي كوّن ثراءه من انتمائه للإخوان، الرد على كلام الشطي، بدلاً من التفرغ لوصف الآخرين بالكفر والإلحاد.